أنس مصطفى - السِّيسَبَانُ الَّذي يَمضي إلى حَالِ حَنينِه.. شعر

للتوِّ لَيْلٌ ومُهاجِِرُونْ

ما يَنْزِلُ في النَّوَافذِِ البعِيدَة
كانَ داكِنَا..

العَابِرُونَ سريعاً
لا لأَحَدٍْ،
توقَّفُوا لِوَهلةْ،
تَنْزِلُ أيَّامهُم..

السَّتائِرُ البيضَاءْ/السَّمَاءُ المُجَاوِرَةْ
هُنَا كانُوا،
مُتَأَكَّدْ..

هكَذا على رِسْلِ حُلْمٍ،
طَرِيحُونَ أَكثَرْ،
نُخَمِّنُ أوقَاتَاً بعيدَةْ،
ورَتَايِنْ..

قُولِي لِيْ،
أنَّ هذَا محضُ عَابِرْ،
أنَّنا لا نزَالُ هُناكْ،
أنَّ البابَ الصَّغِيرَ تَفتحِينَهُ أنتِِ..

القُرَى الَّتي تَغيبُ
خلفَ رُكَّابها،
وحدَها انتظَرَتْهُمْ،
في المُفترَقاتِ الضَّريرَةْ،
تفقَّدَت رُجُوعَهُمْ،
وحدَها..

السَّيْسَبَانُ الَّذي يَمضي
إلى حَالِ حنينهْ؛
[مُمْعِنَاً في العُذُوبة]
يبتلُّ كثيراً
تَترُكِينَه هكذا؟
والمطرْ؟

الأبوابُ الَّتي لن نَطرُقَها يوماً؛
ليسَ بَعْد..

قُولِي سنبقَى مرَّةً نَاصعَةْ؛
نَقتسِمُ السِّيَاجَ
جنَاحَاً، جنَاحَاً..

الأرضُ مُجَدَّداً/ النَّاسْ/ الدَّكاكينْ،
تَدْخُلُ طيناً بلوحَاتِكَ كُلِّها..

قُولِي مرَّةْ،
تُسْفِرُ التَّذاكرُ عَن مُنتَظِرينْ،
وأيَّامٍٍ مُنَقَّحَة..

أنوارُ الحافلاتِ البعِيدَة؛
تتخطَّفُ نُورَكْ
تَسْمَعِينَي...؟
ليسَ نَحوها،
المحطَّاتُ الأخيرَةْ،
محطَّاتٌ أيضاً..
.
.
ثمَّة الأملُ الَّذي تَحصُدينَهْ/وضواحِيكْ
ثمَّة قُطَّاعُ الحنينْ/ ملائِكَةٌ بَعْد/ وسَنَابلُ أعمق...
هكذا
لا نزَالُ مُشَجَّرِينْ،
وعلى قَيدِ نَاسْ،
نؤَخِّرُ أيَّامنا،
بجرُوحٍ أكيدةْ،
أشياءَ من هذا الحنينْ..
مرَّةً بعدَ أُخرى،
مرةً بعدَ أُخرَى،
.
.
.
كانُوا يصعدُونَ نحوَ حيَاتِهمْ،
يُعِدُّونَ قُرىً نَائيةً لمِغاربِها،
أيَّاماً صغيرةً تَكفِي لِحَوَائِجِهمْ،
ومساكنْ..
لا يأسَ عليهِمْ
قُلْتُ سَأَبْقَى،
أَعرفهُمْ،
قُلتِ ستذهبينَ لِتَعْرِفيْ،
قلتُ لكِ..
يخدشُونَ قهـوتِكْ

..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى