صباح شرهان - حالتان للروح، حالتان للبحر.. شعر

يهدأ البحر إذ تهدئين.
الصغيرة في البيت تحرس دميتها،
والغزالة في الخقل تمرح،
نقطع بعض الغصون البليلة بالعطر،
نبني بيوتاً من الحب والياسمينْ.
في الشتاء الهواجسُ تأخذنا في انحداراتها،
مثل كل الكواكب نرقص لصق المداراتِ،
لم نرتمِ خارج الكونِ،
تعرفنا الشمسُ عبر ألوف السنينْ.
فهل تفهمين لماذا إذن يهدأ البحر إذ تهدئين؟

* * *

يغضب البحر إذ تغضبينْ.
إبنتي في عراء الصحارى تفتش عن قطرة الماءِ،
والمدنُ البربرية تستر عورتها برداء الحقول،
الغزالة بالأرجوان استحمَّتْ
تعثَّرتِ الغجريةُ في ساحة الرقصِ،
عدنا إلى بيتنا في المساء الأخيرْ
والمسافة أبعد مما تكون لطيرين منكسرينِ،
الرياح تحاصرنا فتعالي نغنِّ جراحاتنا،
انفجري بالعواصف،
وارتقبي الطوفان معي،
رب مملكة تبتني مجدها بعد حينْ
فهل تفهمين لماذا إذن يغضب البحر إذ تغضبينْ؟

* نشر بمجلة (الطليعة الأدبية)، بغداد، العدد 6، حزيران 1980، ص 72.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى