صباح شرهان - شاهِدٌ قَرْمَطِيّ.. شعر

شَيَّدَ بيتاً من ندى
ونامَ في أسرّةِ الوردِ
فجالَ العطرُ مخبولاً – عليه – واعتدى
أشعلَ فانوساً على الدربِ،
بنى سوراً زجاجياً سَنِيَّاً
علَّمَ الصبْيةَ سرَّ الوجدِ والوجودِ والموتِ معاً
وقالَ:
أخشى من صبايا الحيِّ،
أنْ يَرْشُقْنَ بيتي
بسِلالِ النرجسِ العذبِ،
فكيفَ لو يرمينَهُ بالنَبْلِ والحصى؟
لا تدخلوا بيتي
فإنَّ المبتدى!!
مِنْ هذه الأرض التي ...
في أول الحقل رأى نيازكاً
خضراءَ، أو بيضاءَ، أو زرقاءَ
لا يَفْهَمُ!!
لكنْ أقسمتْ بعضُ النساءِ
أنها تحمَّمَتْ بفيضهِ
المخبوءِ تحت عرشهِ المجيدْ
ماذا رأى؟؟
يوتوبيا؟
أم محنةَ القاتلِ
بعد غيبةِ القتيلْ؟
أم وجهَ قابيلَ
الذي خبّأَ عارَ الغدرِ
في وجوه من نعرفهمْ؟
إمتهنوا القتلَ، أبوهم قال ذا ...
وأتقنوا التمثيلَ والدفنَ معاً ..
فصارَ "فاجرُ الطيورِ" بيننا
المعلمَ الأولَ والدليلْ!!
**
ذَهَبٌ أنتَ وحدك يا صاحبي!!
والبقايا رمادْ
إصطفيتُك حينَ تشظتْ
نجومُ السماءِ خناجرَ عمياءَ
في لغةِ الكونِ
كنتَ الوحيدَ الذي شادَ سورَ المدينةِ
في غابرِ الدهرِ قبلَ الرحيلْ
وقبل اغتيالِ الصحارى
لخضرِ الحقولِ
وسورِ المدينةِ
فاحترقِ الآن يا صاحبي
حَرْثُ أسلافِنا كان وهماً
وإنَّ حصادَكَ نارُ الفجيعةِ
فاجمعْ رمادَكَ يا أيها الطائرُ الأبديُّ
وهيِّىءْ نجومَ السماواتِ
وادفعْ بها لرجومِ الشياطينِ،
ردَّ الأرائكَ للمتعبينَ بأوروكَ
واملأْ سلالَ الصبايا
بطِيْبِ المواسم. صلَّيْنَ خمساً، وسبعاً،
ودهراً
وأتعبَهُنَّ التطلعُ في أوجهِ الكائنات جميعاً
لماذا يعيشونَ كالكائناتِ
جميعاً
ونحن نموتُ اصطبارْ؟!
ألأنَّ أبانا الذي في السماواتِ نامَ
وما عادَ يسمعُ نعيَ الثكالى ونَوْحَ الصغارْ
كنتَ وحدكَ يا صاحبي القرمطيّْ
شاهداً وشهيداً لكل العصورِ
التي أتقنَ الجندُ فيها فنونَ الدمارْ
فليكنْ حسْبَنا مرةً
أن نموتَ انتصاراً
أو نصنعَ الانتصارْ.
**
خاتمة
سوسنةٌ وعندليبْ
يهمسُ وجداً ..
آه يا حبيبتي
تهمسُ ضوعاً ..
آه يا حبيبْ
تفجّرَ العطرُ كما البركانُ
في نهايةِ المطافْ
وارتجفَ السيّافْ
وانحدرتْ من عينهِ
قطرةُ دمعٍ
ربما
خبّأَها مرثيةً
ليومهِ الأخيرْ.

مشيغان، 31 آذار 1999




2

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى