أنس مصطفى - عراءات.. شعر

قُلتُ لكِ الهدَندَوَة هَكَذَا..
وَاجِمونَ فِي المغَارِب،
ولايَنطِقُونَ الحزْنَ أبدَاً..
..
..
وإذاً لَمْ تَرفَعي جَبِينَكِ كُلَّ مَرَّة
كَي تُلَوِّحِي لِي..

هَكَذَا أَسلَمْتِنِي المسَافِرِينْ..

هَكذَا ذَهَبتُ غَرِيبَاً،
وَكُنْتُ عَلَى وَشْكِ أَنْ أُنَادِي عَليك..
وَلِوَهلَةٍ انتَابَتْنِي بُيُوت..
وَلِوهلَةٍ اقتَفَيتُ أَثَرَك..

لكنِّي تَذَكَّرْت..

قُلْتُ لا تَذهَب حمَيماً هَكذَا

فقَد تَعودُ وَحدَك..
لأنَّ العَرَاءاتِ عَلى كَاهِلِك..
لأنَّ اللَّيلَ مَهدُودٌ عَلَيك..
..
..
قُلتُ سَأقطَعُ بِكِ الوديَانَ وَالشُّعُوب،
وَأُتوِّجُكِ بِالقُرَى كُلِّهَا،
وأَمْشِيكِ على الأرصفةِ الأجنبيَّة،
وأُنْشِدُ اسْمَكِ في المعَابِد،
وأُعِيرُ قُمصَانَكِ للمَطَر،
كَيْ يَكُونَ حَنُونَاً تَمَامَاً..

وقلتُ لا تُمْعِنِي فِي الخفَاء،
لأنَّ الوَقتَ يَعبُر..
..
..
كَانَ الصَّمتُ رَحِيمَاً
لَوْلا رَنَّة الغِيَاب..

وَمَنحتُكِ النُّورَ كلَّه
فَتَقَاسَمَتْنِي العَتمَات..

ثمَّ أَوْصَيتُكِ بالكِتمَان،
كَي يأخُذَنِي الليلُ وَحدِي..
..
..
كُنْتُ أتعثَّرُ بالأمَل
كُلَّمَا رَافقتُ يَأسَاً حَنُونَاً..

وكنتُ فِي اللَّيلِ تَنْشُدُنِي نجومٌ غَاليَة..
ثمَّ تَماثَلْت..
وأوشكتُ أن أغفُو عَلَيك..
لَولا نَافِذَتُكِ تَفتَحُنِي عَلى غُربَةٍ سَاهِرَة..
..
..
كُنتِ تَنْسَيْنَ قَافِلَتي..
كُنتِ تَنسِينْ..

تَنسينَ قَافِلَتِي..
وكُنتُ أقولُ فِي سرِّي:
يا لهُ من تَعَب..
ياااا لهُ من تَعَب..
وقلتُ لمرَّةٍ أخِيرَة:
يا ضَرَاكِ فِي هَذهِ البَرَاثِنْ..
..
..



أنس مصطفى
الخرطوم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى