نقوس المهدي - شعرية الكرسي

[HEADING=2]في البدء كان الماء،
و كانت الغابة ، والشجرة ،
وكان الخشب ، واللوح ،
و كان النجار والمنشار. والمسمار..
ثم كان الكرسي
وخلق المكرسون
و كورت المؤخرات تكويرا
الكرسي معشوقنا الازلي
أضخم من أي إسم..
و اكبر من كل أداة..
و اعظم من أية غاية ..
و أوسع من قاعدة و ظهر و سيقان..
و أصلب من عود ، ومسامير ، وركائز ، وأصباغ ودهان..
و أكثر من تصاميم ، و ألوان ، ومقاييس ، و تشكيلات و أشكال ، وهيئات ، وتهيؤات ، و مجسمات ، و اجسام ،
له عمر ، و حال ، و تحولات ، و صرير ، و ظل ، و عبيد ، وعباد
ذاكرته امتن من مادته ..
وعمره اطول من صانعه
يتواطأ ضد الوقت والزمن والمكان
يقاسمنا همومنا ، ويحتضن اوجاعنا ، ومللنا ، وهذياننا ، وتعبنا ، ومشاعرنا العنيدة
يتنكر للصداقات العتيدة
يتحمل ثقلنا البليد،
ويستمرىء ظلنا الثقيل..
هو الطويل ، العريض ، القصير ، العالي ، المخملي ، الخشن ، الفاره ، الوثير ، الدافئ ، الواطئ ، القائم ، المنبسط ، الكتوم ، الصامت ، الشاهد....
الدوار، الهزاز، المتحرك ، الثابت ..
الخشبي ، الجلدي ، الحديدي ، الاسمنتي..
له الاسماء كلها
والفرادة في العدد
والتعدد في الاحد..
والغرابة في العجب..
له السر المكنون في اللوح المحفوظ..
له الامزجة والحالات والاحوال والمستحيل..
له الجاه ، و السلطة ، و التسلط ، والنفوذ ، وعلو المقام ، و المال وسوء المآل
له السحر المبين
لا ياخذه سهو ولا لوم
ما ان يمسه المهووسون والنرجسيون والمرضى حتى يتبدلوا تبديلا ..
ماكيافيل قال منذ حوالي خمسة قرون من الزمان:
" هل على الانسان ان ينسى والده، من ان ينسى ضياع ارثه و ممتلكاته"
لكنه الكرسي لا ذاكرة له
يتنكر لأعتى الصداقات










[/HEADING]
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى