عزيز لعمارتي - فلاسوف.. شعر

مات فلاسوف وحيدا
تاركا وراءه
قنينة فودكا يتيمة
رحل دون أن يتجرع
آخر قطرة
أو حتى يوجه
آخر شتيمة لزوجته
لأهالي بلدته الوسخة
صفارة المصنع
تمزق سبات الليل القصير
غير أن فلاسوف
لن يكون في الموعد
خذله الموت
ألقى به صريعا
على حافة الحلم
لن ينتظره الرفاق
لتبادل اللوم والشتائم
ثمة حفرة باردة
في آخر صف بالمقبرة
تنتظر لتضم
جسده العفن
فلاسوف ...
لن تغني بعد اليوم
للثمالة الأبدية
لن تعوي للذئاب الجائعة
في هضاب التوندرا
أغانيك الصدئة
هي الموت فلاسوف
الباردة المباغثة
أخذت منك روحك القذرة
لم تترك لك فرصة
اقفال عينيك
على دناءة
هذا العالم
الإنغماس في حلم طري
راودك في أقاصي الطفولة
وليردد أهالي البلدة
في موكبك الجنائزي
رحل فلاسوف
عاش كلبا .. ومات كذلك ...

... عزيز لعمارتي ...

قصيدة مستوحاة من رواية " الأم " لماكسيم غوركي ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى