فضيلي جماع - معركة دون كيشوت الأخيرة.. شعر

(1)
أبداً كنتَ تُعاينُ
في مرآةِ خيالِك..
تُبصِرُ طيفاً يشبهُ ذاتَك!
تبسم، تقبض وجهك..
ثم تردّد في أعماقك:
جندُك لا يعصُون الأمرْ
وحولك حشدٌ طوْعَِ بنانك
فافعلْ كيف تشاءْ!
واطرحْ رحلَك فوق النجمِ
وعرشَك فوق الماءْ !
وهذا الرّيح جوادُكَ
فاسْرِجْ خيْل الرّيحِ..
تنكّبْ رمْحَك !
والبس درعك !
واسرعْ قبل فواتِ الوقتْ
فإنّ عدوّك يتبع ظلّك!
كنت تقول ..
وتنظر في مرآة خيالك
تبسم ثم تشيحُ
وتقبضُ وجهَك!

(2)
تجلس ،تنهض ،
ثم تدور..
لتركب حلم اليقظة!
..نفسُ المشهدِ
تسمع صوتاً
يشبه صوتك!
تبصر وجهاً
يشبه وجهك!!
كنت تحدّق..
عجبا هذا أنت !
ووجهك.. ماذا قال؟
أيضحك وجهك منك.. ترى
أم يبسم لك ؟
وتقبضُ وجْهَك!
تغضبُ ..
ترجُفُ ..
تزبدُ
تأملُ لوْ تغتالُ غريمَك
يضحك ظلُّ خيالِك ،
يرفعُ شارةَ نصرٍ
ثمّ يشدُّ لجامَ الفرسِ الجامحِ
عند الفجرِ ويرحلُ عنكْ !

(3)
...وتطلع شمس ،
تفضح سر الليل
وأضغاث الأحلام
لتصحو أنت من الكابوس
ومن رتْلِ الأوهامْ
يا دون كيشوت!
ينام الكلُّ
ولستَ تنامْ !
ما بالك تحملُ سيفـاً
من خشب وحصانك يعرج ُ..
والأشياءُ تبدّلُ هيْئتَها
وتلوحُ كما لوْأنّ الساحةََ
غيْرُ الساحةِ..
والأعداءَ شجرْ؟!!
ما للقمرِالشاحب
يسقطُ في أعماقِ اللجّةِ
محْضَ حَجَرْ؟..

(4)
إسمع منّي..
واخلعْ ثوبَ النُّصحْ !
فمثلُك ليس يرى..
من روعةِ هذا الكونِ
أديماً غيْرَ القُبْحْ!
يا دون كيشوت ترجّلْ
ليتك تنظرُ خلفك
هذا غيرُ زمانِكْ!!
وانظرْ سرجَك..
هذا ليس حصانِكْ ..
أصل الأزمة لو تدري،
يا دون كيشوت
جلوسك فوق حصانك بالمقلوب!
لتقرع في أحلى الأعياد..
طبول الحربْ!
مأساتُك يا مسكينُ
بأنك تجهل
نبض الشارعِ
روحَ الأمّةِ..
أصل الحُبْ !
وكيف يغني الجدول للأشجار
وكيف يناجي العُشبْ
وكيف يموت الخوف ُ
ويحيا الشعبْ !

[SIZE=6]فضيلي جماع[/SIZE]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى