عبدالله البقالي - فقر وغنى..

في صباح جميل ، وعلى طوار أحد شوارع العاصمة قبالة مبنى البرلمان، جلست سيدة مسنة تفترش بساطا وتمد يدها للعابرين. وتنظر من حين لأخر الى هنا وهناك لتتأكد من أن الشرطة لم تبدا العمل بعد.

جمال الطقس كان له وقع على ملامح الناس و إيقاع سيرهم. زاد المشهد بهاء صبية في عمرها الخامس ذات شعر أشقر. وكسوة فاتحة اللون يتجاوب مع لون شعرها كانت تركض في الشارع. مرحها و عدوها المتقطع على الطوار أضفى الكثير للمشهد. وجعل جل العابرين يتابعونها باهتمام مصحوب بنوع من الانشراح .

الطفلة كانت برفقة أبيها الذي كان مظهره يوحي انه من نخبة المجتمع. تسبقه. وحين تصير على بعد مسافة منه، كانت تتوقف وتنتظره. وحين كان يقترب، كانت تنطلق من جديد

توقفت الطفلة فجأة، لكنها لم تنظر تلك المرة اتجاه ابيها. كانت قبالة المتسولة العجوز. تبادلتا النظرات. أفرجت الطفلة عن ابتسامة آسرة جعلت كيان العجوز يهتز. عرفان لايقدر بثمن ايقظ فيها احساس الامومة. فكرت ان تتحرك نحوها وتمنحها حنانها. لكنها خشيت من ان تسئ اليها. فعجوز متسولة قد تحدث ضررا هائلا باحتضانها لملاك نازل من الاعالي حتى لو كان مظهرها يوحي انها كانت صاحبة عز. لكن كيف تقابل هذا الكرم ؟.

محتفظة بابتسامتها، أخرجت العجوز كل حصيلتها ومدتها للصغيرة. لكن الطفلة و بإيماءة ساحرة من رأسها ويتعابير يستحيل وصفها قدمت لها اروع اعتذار .

امتدت يد فجأة . انتشلت الصبية. وسحبتها بعيدا خارج المشهد .

عبدالله البقالي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى