عالم عباس محمد نور - هنالك، حيث أكون إزاءك..

سأسكب شمسك في قدحي
أتأمل رَغْوَ صفائِكْ.
حتى إذا انبجس النور بين الحبيبات
أشعل بهْوَ سمائكْ.
واضطرب الودْقُ
واحتدمَ العشقُ
وانعتقَ السُكْرُ في خمر مائكْ،
سيمطر سقُفُ بهائك
مَنَّ السكينةِ،
سلوى الطمأْنينة البِكْرِ،
تنشطرَ الكأسُ نصفين،
يَلْصِفُ بلُّورُها من ضيائكْ.

نِصْفٌ، فأسمو به للمعارجِ،
صوب علاك،
خدينَ الملائكْ.
ونصفٌ،
فأهبط ريثاً،
به نحو طيني،
باحثاً عن يقيني،
أفتش حواء آدم في الجوف
بين حنايا حنيني!

أتمرّغُ في طينة الله،
انتظر اللهَ
كي ينفخ الروحَ فيها،
فأحيا،
فأصفو،
أطير،ُ
وأسمو،
إلى حيث لا أنتِ إلاَّ أنا،
فلا الطينُ روحٌ،
ولا الروحُ طينْ!

سموْتُ ببعضي إذن،
كالحباب على حافّة الكأس،
ضحّاكةً في الأثير،
و نضّاحةً بالعبير.
وبعضي
رسبْتُ، كما يتراكم عَكَرٌ،
يلمُّ بقاياه في القاع
في طين آدم،
في قبضةٍ من ترابْ.
أُخَبِّئُ روحي
فيسري، كما الحلم،
في بُهْرةٍ من ضباب
كما زورقٍ في العُباب،
كما فكرة، لمعت في الغياب،
كما العطر، فاح وغاب،
كما السطر،
مختبئاً في كتاب!
فينمو صفاءٌ مريبٌ
تخلَّل بعضي وبعضي
ليفصل بين السمو،
سموِّ سمائك،
وينزل بين الترَسًّبِِ
منفلتاً من هوائك،
ضوءٌ يسيل،
كمائك في الماء
ما انفك ضوءٌ يسيل،
حبيس إنائكْ.

ونورٌ تجمّد كالثلج،
بين الإناء وبين الأثير،
في الفضاء الوثير.
هنالك، حيث أكون إزائك


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى