إبراهيم الخياط - على حائط حنا السكران.. شعر

على قلوبهم أقفالها
وعلى قلبك الرصاص ؛
فهذا الخزون الدقاق
ابتلع من المسكوت عنه آبارا
فما فاض
ولا باع
ولا قال

وكلما مَذأبة حاطتك ,
تبكي ,
وتستنيم الأسرار في مرابدها
ثم ترشها
- أنت الذي ترشها -
والأضلاعَ بالمستكي الثقيل
حتى لاتتململَ أسرارك البكر
تحت طغراء الموّاسين ،
وظللت ترادفُ
حتى استطيبتَ دوراتِ الخمرة
ولست مُـتاركها
ولاينبغي ،
فلا تتهدم
ولاتصل الى شفا الخبال
يا نخب التباهل
كم مرّ على زهراء أضلاعك
محدّ المعارك
وكان يضطرب فيك بعضٌ,
ربما قلبك
ربما ذبحة الأسرار
ربما وهمُ اضطراب,
وضاع في أزقة استلابك
عطرُ الهزيمة
فلم تقبع
لكنك لم تعترض
على احتباس الهموم
في مثانيك الفاخرة
وما روّضت
صمتـَك
على مروحة الرضا
حين ارتفعت
- في الصائفات المواليات -
حرارة ُ الرضوخ ،
وهجرتَ
نعم هجرتَ كهرباء القناعة
صوب قناديل عُمي
أطفأتها المشاكسة
وليلُ المخمورين,
فهل تخاطفتك ندامة في قمقمك؟
أم ليس – ثمة – متسعٌ للندم,
يا دوقَ الكواتم
كم ارتقيت سقالات العزة
التي أوهموكها,
فلم تغدُ عزيزاً
ولا أ ُبتَ الى أتاوات الاذلين
وحين خلعتَ صليب الحرمان
صار هراوتين
واختطتا خرائط من ازرقاق اسود
على حائط مشكاك,
واطفأتا الكهرب
في حبات قصائدك ،
و – غبّحربٍ –
صارتا عكازتين
وترفعان – على خفر –
ما رثّ من زين اعتدادك
يا تمامَ العوق ،
فأدر على مهدومك
- أيّ - على مهدومك أنتَ
ما شئت من احاجيك
الخبيئة عند لاتِ الصحاح ؛
ذلك
لتشقى!
وتحتسي البطولة
لو نسأ المستريبون
في أجندتك شتاءً ،
أو سار على محجتكَ الكليلةِ
طيفٌ من جاهة الغلاة
يمتهنون الافتاء
ولايفقهون العلة
من تناسق الأسرار
على ميس السياط الجاهلية,
وحدك باب التأول
وحدك – في غطيطهم – تستفيقُ,
وتقرأ مسلة ً
- من التعاليم الأولى -
عليهم
على اليغطون في بيات الأمية,
فما أيقظتهم بثرثرتها حربٌ
ولا اجترحوا أبجدية الديوك ،،
ومثل الصُمّات الوجلين
لم تؤنسهم طاهرة ُ الأسرار
كما آنستك
يا نسيجَ الكوابت ؛
فاحتفِ بما التقطتَ من همس
تحت شجرة الاسئلة المتدلية
على حائط " حنا السكران "
ثم ابسط لجارته الرؤى الابيقورية
واقتبر خباياها فيك
وإلق ِ حربها الباردة
على مدفأة أسرارك
المسبوتة
خلف الرصاص الذي صار
شغافَ أمينك..
يا عصيّ التسارر.



أعلى