ألف ليلة و ليلة عبدالحميد غزي - لأنها عربية حلف بالطلاق..

لقد قرأت، وبإمعان شديد، ما كتبه الأستاذ محمد فايد في العدد 411 ربيع الآخر 1432هـ عن (ألف ليلة وليلة في التشكيل والرسم)؛ حيث توقفت مطولاً أمام هذا العنوان المثير والبارز.


إلا أن ثمة سؤال: (هل تلك الحكايات عربية؟) لدرجة أن أحدهم حلف بالطلاق أن ألف ليلة وليلة عربية.

ومن الجدير ذكره، أن كتاب (ألف ليلة وليلة)، وجد في عصور متباينة، وقد اشتمل على قصص هندية، وبغدادية ومصرية، وطبع أكثر من ثلاثين مرة في القرن الثامن عشر، ونحو ثلاث مئة مرة في أوروبا الغربية.

وثم لماذا الحلف؟!

ليس من اليسير على الباحث، أن يكشف عن حقيقة كتاب أصله مفقود ومؤلفه مجهول، وزمان وضعه مبهم، ومكان حوادثه مشتتة.

وبهذا الصدد، نستعرض مجموعة آراء حول (ألف ليلة وليلة):

أحمد حسن الزيات: يؤكد على هندية الكتاب، وأن أصله هو هزار أفسائه، وترجم في القرن الثالث الهجري إلى العربية، بعنوان (ألف ليلة وليلة).

د. سهير القلماوي: أن أصل الكتاب هندي، ثم أضيفت إليه قصص كثيرة، ولم تعرف لها تاريخاً ولا موطناً مؤكدين.

المسعودي: أول من ذكر في كتابه (مروج الذهب)، ثم (ابن النديم) في (الفهرست)، بأن الكتاب (ألف ليلة وليلة) ألف لابنة الملك (بهمن بن أسفنديار) وهو منقول من (هزار أفسائه) الفارسي.

علماء الأساطير: قال هؤلاء إنه نشأ في بلاد الهند، ثم رحل إلى بلاد العرب، ثم استقر به الحال في الغرب.

المستشرقون:

فون هافر: أول من أشار إلى أصل الكتاب - هندي - معتمداً على نص للمسعودي في (مروج الذهب) ج/ 1 ص(89-90).

لين: يؤكد أن المؤلف واحد.

شوفان: يرى أن المؤلف ليس واحداً، بل كانا اثنين، الأول: مصري، والثاني: إبراهيم ميمون.

ليتمان: المقدمة: فارسية، والطابع إسلامي، والقصص التي يقل فيها السجع. هي غير عربية. أما قصص (الجن) فهندية، وقصص اللصوص والشطار، فهي مصرية فرعونية، والأصل كقصة (علي الزيبق).

أوسترب: تأثر لغة الكتاب بالدين الإسلامي، أما لغته الجديدة، فلغة مصرية حديثة.

ماكدونالد: أطوار الكتاب، سارت على النحو التالي:

الأصل فارسي.

الترجمة عربية.

صورة ومقدمة: مأخوذة عن الأصل الفارسي.

النسخة المصرية في عهد الفاطميين، وهي صورة عن الأصل الفارسي.

نسخة جالان الفرنسي –حسب رأيه– لا يمكن أن تصل إلى تاريخ محدد لقصة من القصص.

أما عن هوية المؤلف، فيقول: (أحمد حسن الزيات): لقد ذهبت جهود الباحثين باطلاً في تحقيق هوية المؤلف، لأن (هزار أفسائه) نقل إلى العربية غفلاً، ولم يُسمَّ واضعه، بينما (القلماوي) تقول: فترى أن الكلام في تاريخ (الليالي) رجم بالغيب في أكثر الأحيان.

الزمن: لم يعرف بالضبط، ولم تدرس الليالي بدراسة حقيقية.

البداية: غامضة.

الأصل: فارسي لا تاريخ له.

وفي حين قام (محسن مهدي) أستاذ الدراسات العربية بجامعة هارفارد، بتحقيق وتقديم كتاب (ألف ليلة وليلة) من أصوله العربية الأولى وطبعه في شركة بريل للنشر بليدن/هوندا 1984م.

ويقول: (كانت سهير القلماوي) رائدة البحث العربي، في كتاب (ألف ليلة وليلة)، حيث أشارت: «لا يعرف مؤلفه أو أول من روى أو جمع النسخة الأم التي تسللت منها النسخ التي بين أيدينا..».

وباختصار: إن الليالي لـ(ألف ليلة وليلة)، ليست عربية، فحسب بل مصرية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى