جمال الصليعي - عزلة.. شعر

وتلام أنّك لست كما يريدون
وتلام أنّك وحدك
وأنّك عصيّ على الدّمع
وأنّك عصيّ على البذاءة ووضاعة العقول والأرواح
وتلام أنّك لست على باب أحد (ليأويك) ولا أنت في كيس أحد لتصفّق له
وأنّك لا ترى الفضل ضوضاء وفوضى وجلابيب قول مهترئة فضفاضة يقولها أهوج في متّسع من الفراغ واللاّقيمة
وتلام أنّك لا ترى الأمّة حزبا ولا أفرادا وقّعوا على زمانهم وانصرفوا كراما أعزّة وبقيت الأمّة تنتظر خلائفهم
انظرهم يتناصرون بالسّوء على حُفَر المذلّة
وأنت وحدك تردّد :
(كفى بك (عزّا) أن ترى الموت شافيا
وحسب المنايا أن يكنّ أمانيا)
أنت وحدك وحدك لأنّك ترى أمّتك جماع صراعات عنيفة بوجه التّاريخ والأمم
صراعات على القيمة والحضور ومراقي الشّرف وجلاء الصّورة منذ ذي قار واليرموك وعموريّة إلى عمر المختار عند مخانق الجبل الأخضر الشريف إلى جنوب لبنان عند شام الصّهوات
ترى لازم أمّتك يدا تحمل السّلاح كلّه كلّه ويدا تبني وتصنع وتزرع وعقلا يركب جبروت الإنسان إلى سماوات المعرفة وروحا خصيبة بالمحبّة والصّفاء
ترى أمّتك أمّة كباقي عباد الله لكنّها حُمّلت من أثقال الشّرف ما لزم عليها حمله إجبارا لأنّها أهّلت لذلك وأُمِرت فأيّ تكاسل أو توان فهو خيانة لكلّ البشر ولذاتها
ترى أمّتك إسلاما وعروبة لا ينفصلان كاتصال الرّوح بالبدن بانفصالهما تنقطع الحياة ، وقد انقطعت.
مادّة قيام هذه الأمّة غائبة الآن
سيأتي عرب آخرون....ثمّ لا يكونون أمثالنا
ولست حزينا....ولن أكون
ولست مع أحد إلاّ أمّتي الغائبة


جمال الصليعي
أعلى