إبراهيم خليل إبراهيم - القبة.. قصة قصيرة

قصدت مدينة أسوان لأستخراج كشف العائلة من السجل المدنى .
وصل القطار للمدينة بعد منتصف الليل وبحثت عن فندق. لكن دون جدوى فكل الفنادق مشغولة .
ثم تقابلت مع مسئول الحجز فى بأحد الفنادق وعندما تحدثنا وعرف أننى من القاهرة قال :
أنا أدرس بالجامعة وأعمل فى نفس الوقت وحجرتى بالفندق خالية ويمكنك أن تقضى بقية الساعات فيها .
فى الصباح طلبت فاتورة الحساب فأبى .
بأحد الكافتيريات دخلت سائحة وجلست بجوارى وطلبت كوبا من الشاى وقد دعوتها أنا على كوب الشاى.سألتها
أنتِ من اليابان ؟
- كيف عرفت ؟
- من ملامحك .
- أتعرف السر فى ذلك ؟
- نعم .. إنها آثار القنبلة الذرية .
- والدى كان يذهب يوميا إلى أطلال المبنى الوحيد الشاهد على هذه الجريمة الإنسانية ؟ أخبرنى والدى أن طائرة أمريكية من طراز b29 ألقت فى صباح السادس من شهر اغسطس عام 1945 أول قنبلة ذرية تستخدم فى العمليات العسكرية على مركز مدينة هيروشيما اليابانية وهذه القنبلة أودت بحياة مائة ألف من اليابانيين فى لحظة وزاد العدد إلى 140000 بنهاية العام وبعد سنوات محدودة زاد إلى 450000 من جراء الاشعاعات وظهور أمراض السرطان وغيرها .. هذا فضلا عن تسوية هيروشيما بالأرض فلم يتبق فيها سوى أطلال مبان لاتزيد على عشرة حيث رفع إنفجار القنبلة درجة حرارة سطح الأرض إلى أربعة آلاف درجة مئوية فى دائرة نصف قطرها 3.5 كيلو متر ورفع سرعة الرياح إلى 440 مترا فى الثانية ، تشرد عشرات الآلاف من الأطفال اليتامى الذين أصبحوا بلا عائل أو مأوى أما الناجون من الموت فقد أصابتهم حروق سلخت لحومهم وفتت عظامهم لدرجة أن بعضهم لم يكن يدرى هل هو ذكرأم أنثى؟ أخبرني والدى أن المجتمع اليابانى بعد الحرب وتحت وطأة الإحتلال والنفوذ الأمريكى أثاروا جدلا حول ماإذا كان من الأفضل ترك أطلال المبانى شاهدا على جريمتهم ضد الأنسانية أم هدمها وأزالة أى أثر يُذكر العالم بها .. فاستقر الرأى على الإبقاء على شاهد وحيد هو القبة
- لماذا ..؟
حتى لاتتكررهذه الضربة البغيضة أما موقع القنبلة فقد أقيم مكانه مستشفى ...
كان والدىوأنا حريصان على زيارة القبة .
ثم نظرت لساعاتها وتركتني
أعلى