محمود مرعى‎ - تسرق الحمام وتقطف زيتون الجارات.. شعر

في مكيدة غريبة
وضعت أنثى الثور
سلحفاة
كانت الأشجار عائدة
من حزنها السنوي
كان النهر
صاحب الارتفاع الشاهق
والنظرة الثاقبة
يبحث عن باحة جديدة
عندما قتلته الدهشة
أفيال الشوارع الخلفية
جلست القرفصاء
على مقهى قريب
عندما حدثها النادل
نظرت جميعها
إلى الثور الغارق
في احتساء نظرات من حوله
قهقه أحدهم وهو يقلد
سلحفاة حزينة
لكنه آثر أن يبقي على دموعه
لجلسة ثانية
حسس الثور على رأسه
وتفقد حقيبته
لكنه لم يجد قرونه الاحتياطية
امتص نظرة غضب
كادت تنبت
اقتلع نفسه من المقعد
عدل رابطة عنقه
لم ينسَ أن يبصق على الأرض
وهو يقفز من النافذة
السلحفاة الصغيرة
لم تستسغ الحليب
انثى الثور المرهقة
من مخاضها الأول
حملت صغيرتها وجلست بالقرب من الباب
حضور باهت
اوقع البغيضة بين الثور
وطفلته المدرعة
جعل الأم تقذفه بعيدًا
تسرق الحمام
وتقطف زيتون الجارات
كانت هذه مهنة الزوجة
قبل أن تستفيق
لتجد نفسها في شهرها التاسع
الثور صاحب الحضور القوي
كان يغرس قرونه وكلماته
حتى في قلوب المارة
ها هو دوار الشمس
يخرج عن مداره
وينظر للظل
وها هي الشموس جميعًا
تطعنه في بؤبؤ عينه المتفرد
لكنه في هروبه المستمر
وانسحاقه
كعصفورٍ فقد دراجته
في لعبة الليدو
لم يفته
أن يتنمر بقطة
تموء فقدًا وولعًا.


محمود مرعي
أعلى