جمال فايز - بشر من الأكفــان

(1)

أوقف سيارته المصنعة في بلاد هولاكو أخرج علبة سجائره .. أخذ واحدة .. أشعلها .. سحب نفساً عميقاً وهو يتابع بعينه مداداً من بشر .. نفث الدخان رمادياً كثيفاً سرعان ما تلاشي في الهواء …

(2)

خرج من سيارته .. وقبل أن يبتعد ، سمع هاتفه الخلوي .. رجع .. نظر في رقم المتصل أجاب سائله : ألو .. تحدث معه بكلمات هولاكية .

(3)

أعاد وضع هاتفه داخل السيارة .. أغلق بابها .. ترجل منها متجهاً إلي بحر بشري من الأكفان .. أحذيتهم لونها أبيض .. لباسهم لونه أبيض .. قلوبهم .. دماءهم .. مشاعرهم .. تصرفاتهم .. آرؤهم .. تفكيرهم .. قراراتهم ، جميعها لا تنال من الدرجات إلا درجة اللون الأبيض .

وصل عندهم .. أصبح وسطه .. يرفع مثلهم لافتة بيضاء كتبت بالمداد الأبيض .. ليسقط الله هولاكو وبلاده الشريرة ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى