علي اللامي - الليلة سأبكي كثيرا.. شعر

في كُلِ مرةٍ
يُطعنُ غدراً
وفي كُلِ مرةٍ خوفُ انفراطِ العِقدِ
يَشربُ نَزفَ المراراتِ صبراً
ويَعذرُ السكّين !
يَتكئُ على دجلةَ
ملاذاً
كلما جزَّ القحطُ سُنبلَهُ
ويَنهضُ رغيفَ خبزٍ
مِنْ تحتِ ركامِ الحزنِ
يَشرأبُ حُلماً
خَذلتْهُ النوايا
وأثخنتْهُ المأربُ بالجراح
يُحدقُ مخذولاً
بوطنٍ يَنزفُ خيبةً
مُذْ صُيرتْ الآلهةُ خنجراً
بخاصرةِ الجياع
يدٌ
أُخرجَتْ بيضاءَ من غيرِ آلهةٍ
تُلُّوحُ للخُطى المسكونةِ بالخوفِ
كرفيفِ نورسٍ
يُبشرُ الغرقى بالخلاص
ومثلَ سجينٍ
خلفَ قضبانٍ تحترقُ
جمراً تقافزَ القلبُ خلفَ أضلعهِ
يومَ تعرّى الموتُ قُبحاً
عندَ أعتابِ المُدنِ
يَضحكُ هَزِئاً
من " طاسةِ " ماءِ الأمهاتِ
تُرشُ في الأثر ،
مرة ً ... كنتُ أرقبَهُ
كان يَشتعلُ غيظاً
من أولِ غُصنٍ هاجرَ عنه الطيرُ
حتى أخرِ منعطفٍ
يَكمنُ فيه رصاصُ الموتِ
من أولِ ضياعٍ
أسكنَ الأحلامَ عشوائياتَ اليأسِ
حتى أخرِ المَدى
ذاكَ الذي اكتفى
بنافذةٍ لا تُومئُ لخلاص 2
وحينَ انحنتْ غابةُ البهجةِ
على عُشبِها ظمأ
تبكي حروفَ عِشقٍ
للآن يَحضِنُها لِحاءُ الجفافِ
ثكلى لا تقوى على دفنِ وليدِها ،
وحينَ تشظى بين يديهِ وطنُ الآهِ
كطينٍ حُرٍ
شحَ عليهِ الماءُ
صاحَ بغيمِ الظمأ : تنحَ
الليلةَ سأبكي كثيرا .

علي اللامي

* النص الذي أُلقي في مهرجان الكميت .
أعلى