أمل الكردفاني - ميسلون.. قصة قصيرة

"يا ميسلون"... الاسم الرقيق والذي فاح دماء في الشرق من جسد يوسف العظمة واجساد المقاومين... هكذا ينادي ابنته ذلك الأسود ذو الأنف المفلطح وعيناه تبرقان بماضي عروبته الزائفة.
يقول له ذلك صديقه الغضبان دائما الحاقد على العروبة والمتمسك بأفريقية لا يجد لها أي رائحة سوى جلد أسود ومع ذلك فهو يتمسك بها ليقاوم عبرها شعورا حقيقيا بالاضطهاد.
يرد عليه: ستذهب لأوروبا وسيتم اضطهادك أيضا..لا أعرف ماذا ستفعل حينئذ.. لأنك لن تجد عدوا عربيا أمامك..
ميسلون الصبية السوداء ذات السيقان النحيلة..كانت دميمة لكنه لا يحبها كأب بل كمناضل قاوم جده مع الشهيد .. كانت تمثل له شعورا خفيا بالفخر... وحتى لو اصبحت عاهرة فسوف تظل فخره...
وفي الشتاء يا يوسف أتذكر زوجتي دائما لأنها فيه ماتت... يرد يوسف أبا ميسلون: ( لها الرحمة.. ولكن لا تتذكرها)..
يقول الغضبان: لا استطيع ..
يقول يوسف: سأزوجك فتاة طازجة في السابعة عشر من عمرها...
يحملق الغضبان في الأفق حيث يتراقص مشهد ما في مخيلته.... لحم طازج... إنه طازج فعلا... ويستقيم شيء بين فخذيه بعد طول منام....
من ستزوجني؟
ابنتي ميسلون ...
وابنته تحملق ببله.. عيناها صغيرتان خلف عدسات النظارة السميكة..
تقبلين يا ميسلون؟
طبعا لا.. وتطعنه في مقتل...
يخرج فورا من المنزل ويبقى يوسف مع ابنته..
ماعيبه؟
انه يمقت العرب...
تجيب...فيسألها بفرح:
- صحيح؟
تقول:
- طبعا لا... لكنني يجب أن أرفض... سوف يعود مرة أخرى ويقبل ببضعة شروط أفرضها عليه.... لا ترخصني امامه يا أبي...
ينظر اليها بدهشة ويقول:
- يا لك من ملعونة...
تضحك وتغطي شفتين غليظتين ... ثم تخرج من امامه فيلاحظ ساقيها الرقيقتين لأول مرة...
  • Like
التفاعلات: أحمد رابع أبو فراس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى