نزار حسين راشد - مساحة بيضاء

بين التفاؤل والتشاؤم
عطفتُ أعنّتي على
مصر المُصُور
مصر التي لو سامها زمنّ بداء
نبتت على جلدي البثور
عاينتُ حالتها
ولم أجد أملاً سوى
أن يُبدِلَ اللهُ الأمور...
وهناك في الفيحاء
حيث تساقط الأطفالُ
تحت القصف
بلا حولٍ
كما تهوي القشور...
صديقتي
أنا متفائل
ولكني رأيت مثلك
تلك التي انتحرت
نادبةً زواجها الفاشل
أنا متفاؤل مثلك
ولكني لو وضعت
هذي المشاهد
في وجهِ لوحه
فما الذي يبقى؟
غير تلك المساحة البيضاء
تلك الت نجت
من الإملاء
ولا يبقى سوى الغد القادم
فلا تلوميني ليأسي
من واقعي القائم
لم يكبر الحمام في وزارة الدفاع
يا درويش
أبداً وما حلّ السلام
سأعود للتاريخ
سأعود للتاريخ أستفتيه
قبل أن يكتبوا نهايته
بالقلم المغموس بالدماء
فعلى امتداد طريق الحرير
قد نهبوا القوافل
من أراكان حتى الصين
لا بل
ابتداء من هنا
من فلسطين
مروراً ببشاور
وروّعوا أمن المقيمٍ
كما المسافر
سأعود للتاريخ أستوحيه
وأرجعُ كي أقاتل!
حتى في القرم يضطهدون التتار
لأنهم ألقوا لهٌمُ السلام!
لم يبق ياصديقتي
إلا المساحة البيضاء
ها قد كتبت قصيدتي فيها
فهل يُجدي التفاؤل؟

نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى