أحمد دياب - مطارد من كمائن..

مطارد من كمائن
تنصبها لي كل ليلة
فأختبئ فى مدخل أقرب بناية
تحسبا من أية مناورة
من شباكها في الدور الثالث
وأنا عائد الى بيتي آخر الليل
أمسك أحجاراً صغيرة فى يدي
أقذف بها كشافات أعمدة الإنارة
كالعادة لم أصب أى كشاف
ويسقط على رأسي
فتقول: أحسن "يارب تموت"
أو أسمع ضحكة ماكرة
في منتصق الزقاق
أحيانا ارتدي ملابس تنكرية
وأغير ايقاع خطواتي ولا فائدة
مرة ألقت علي راسي
كيس من الزبالة
ولأنها تعشت بفراخ بلدية
ورائحة الطبيخ أثارت معدتي
لم أكترث
ومشيت
كانت كل ما ترجوه أن أبص عليها
أو أتوقف أو أو
لم أفكر ولو لمرة واحدة
أن أطأ سلما يؤدي إلى بابها
تخيلت كثيرا صوت جرس الباب
وأنا أضغط عليه تخوفا من الجيران
والتوابع من هيت لك .... الخ
كل مرة تحاول الحصول
على رقم هاتفي وتفشل
لأني لا أرد على أرقام غريبة
تمنيتُ أن يكون هناك
شارع جانبي أمر به
دون أن يكون في يدي حجارة
أو أشتم رائحة عظم الفراخ
أو بقايا ورق العنب.

أحمد دياب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى