محمد العرادي - الوجود في درج موظف متمهل بجوار خرامة الأوراق.

حين أفاق المدعو س ذات صباح من أحلامه المزعجة، لم يجد نفسه وقد تحول في فراشه إلى حشرة ضخمة للأسف، كما حدث لغريغور سامسا. ولكنه وجد نفسه محتاجاً للقيام من فراشه والتوجه لإدارة الأحوال المدنية لإنهاء إجراءات معاملة بسيطة.
حينما تعثر المدعو س أمام البوابة وتحت ملاحظة حارس الأمن الذي دخن للتو سيجارة رطبة أخذها من موظف قسم الاتصالات، كان كل شيء في إدارة الأحوال يجري على طبيعته. كانت صالة الاستقبال مزدحمة بالرؤوس والأحذية أيضاً. وقف المدعو س منحنيا وهو يتأكد من أوراقه، ثم جلس على أطراف أصابعه ووضع حافظة الأوراق البلاستيكية على الأرض وأخذ يرتب أوراقه. اصطف كما يفعل الناس غالباً في طابور المراجعين، قال له الرجل العجوز الذي كان ينتظر أي شخص ليقول له أنه تعب من الوقوف: وقفت طويلاً بسبب هذا الموظف المتمهل، حرك رأسه موافقاً. قال له الرجل العجوز أن زوج ابنته الصغرى موظف في دائرة الأحوال لكنه يعمل في مدينة أخرى، ولو كان يعمل هنا لأنهى كل شيء بلمح البصر. قال له المدعو س: آه .. تماماً وأدخل يده اليسرى في جيب معطفه وشعر تجاهه ببغض. لما جاء الدور على الرجل العجوز الذي يقف أمام س طلب منه الموظف ورقة الموعد، لكنه لم يكن يعرف شيئاً عنها، وقال له الموظف أنه لا يستطيع أن يخدمه: آسف سيدي عليك حجز موعد. قال له العجوز أنه رجل مسن ولا يعرف مثل هذه الإجراءات وطلب منه أن يتساهل معه في هذا الإجراء الذي لا يدري ما جدواه، ولما شعر باليأس قال للموظف: زوج ابنتي يعمل معكم وهو مدير لقسم الأرشيف .. ساعدني باعتبار أنك تساعد زميلاً لك. أفهمه الموظف أن تجاوز النظام لأي سبب كان أمر مستحيل. قدم س أوراقه للموظف وأفهمه ما يريد وراح يتابع حركة أصابع الموظف على أزرار الكيبورد. وبعد الحركة السابعة عشر تقريباً رد الموظف على المدعو س أوراقه: عفواً سيدي لا أستطيع أن أخدمك، يظهر لي في النظام أنك متوفى، ولا يمكن خدمة شخص متوفى لأن ملفك مغلق. عقد س حاجبيه بفزع ودفع رأسه بلا شعور باتجاه الموظف كمن يستفهم عن شيء غامض: أعتذر منك لا أستطيع أن أفعل شيئاً، وفاتك مسجلة في النظام وأشار بإصبعه نحو خانة الوفاة في النموذج الذي يظهر أمامه. شعر المدعو س أن هذه مزحة تافهة وسوف تنتهي بسرعة: ماذا تقول؟ كيف أكون متوفى وأنا أقف أمامك الآن. هذا غير معقول. قال له انظر وحرك الشاشة بما يسمح للمدعو س أن يرى تاريخ وفاته. مسح س كفيه بمعطفه: لكني لست متوفى، أنا أقف أمامك كما ترى. وقال بخيبة: لا أدري كيف لا تصدق ما تراه بعينيك، ليكن لك عقل، إنك تثير أعصابي، لا بد أن خطأ كبيراً قد حدث. إن بيانات النظام دقيقة تماماً، وإذا أردت تعديل بياناتك عليك التقدم لإنهاء إجراءات التعديل، وأحضر معك شهادة من القضاء بأنك لم تمت بعد، وتقرير صحي. أشار الموظف للسيد الذي يلي س في الدور بأن يتقدم وقال للمدعو س: يمكنك أن ترجع لقسم السجلات إذا كنت تصر على أنك غير ميت وتناقش هذا الأمر معهم. تراجع س وهو يرفض في نفسه أن يكون الذي حدث أمراً حقيقياً. ثم انتبه للأصوات المتداخلة في صالة الاستقبال وأراد أن يضرب الموظف. ثم قال لنفسه أن الذنب ذنبه لأنه لم يستطع أن يقنع الموظف رغم أن المسألة واضحة ويقدر أي عاجز عن النطق وبأقل الكلمات أن يثبت أنني لم أمت بعد، ثم أضاف أن كل شيء حدث بسرعة لذلك لم يتمكن من توضيح تفاهة الأمر. جلس على كراسي الانتظار الحديدية، تأكد أنه لم يفقد أياً من أوراقه. قال له الرجل الذي يجلس بجواره شيئا ما وهو يشير إلى الأرض، لكن س لم ينتبه له. وقرر بمراجعة سريعة لما حدث أن الأمر لا يستحق الذهاب للقضاء أو استخراج تقرير طبي، وهو قادر على أن يثبت أنه لم يمت بعد متى ما قابل موظفاً أعلى مرتبة من هذا الموظف المخبول تماماً.
كانت الشعرة في خد الموظف مزعجة لمن يراها، وشعر المدعو س بانزعاج رهيب وأراد أن ينزعها. كان الموظف يمسك بعدسة مكبرة ينظر بها لمجموعة من الخطابات يتأكد من صياغتها اللغوية. وقف س أمام المكتب ووضح باختصار الشخص المرتبك مشكلته وقال إنه لا يعرف كيف حدثت. رفع الموظف عدسته وتفحص وجه المدعو س ثم وضعها: يا لهذه الوضاعة، ألا تراني منشغلاً أم تعتقد أنه لا يوجد لدينا سوى مشكلتك. لماذا لا تنتظر حتى أطلب منك الدخول، أليس تصرفك هذا ينم عن قلة الذوق المتأصلة بك؟ لم يدر س هل أراد منه أن يجيب أم كان سؤالاً استنكارياً لكنه أجاب على أي حال: آه .. أجل. لا تتحدث حتى انهي كلامي، يا لقلة الذوق التي يتمتع بها الناس هذه الأيام. لديك مشكلة ها؟ أسمح لي أن أقول لك بخبرة موظف لأكثر من ثلاثين سنة أنك أنت سبب المشكلة. وقام الموظف من كرسيه: أعرف ماذا تقولون إن هذا النظام معقد، يبدو لكم النظام مثل متاهة لا نهائية، هذا لأنكم مجموعة من الخبثاء الذين يتمتعون بأكبر قدر من الغباء. أراد المدعو س أن يرد عليه هذه الإهانة وأن يوضح له أنه ليس من هؤلاء الخبثاء الذين يتمتعون بأكبر قدر من الغباء وأنه يحترم النظام لكنه شعر برهبة أمام هذا الخطاب المنفعل: آه .. صحيح لكن ليس دائما يا سيدي قال هذا بصوت متقطع. ليس دائما !؟ هذا أفضل ما يمكن أن أسمعه في هذا الصباح. اذا كان ليس دائما كما تقول لماذا لا تكمل طلبك وتحضر باقي المستندات اللازمة؟ ما الذي تخسره لو اتبعت النظام؟ إذا ما طلب منك أن تحضر ورقة ما أو صورة أو عقد عمل أو شهادة من أي جهة كانت لماذا لا تحضر هذه الأوراق. طُلب منك أن تقفز أو تجلس أو تضرب نفسك اللعينة بحذائك حتى لو لم تفهم فائدة هذا الطلب فافعل وأنت مطمئن بأن النظام وضع لمصلحة الجميع. فكر المدعو س بأنه أخطأ لأنه أدخل نفسه في مواضيع ليس له علاقة بها: لقد أحضرت كل ما طلب مني، لكن مشكلتي ياسيدي كما قلت لك أنني مسجل في النظام كشخص متوفى وأنا كما ترى حضرتكم لست كذلك. وأراد المدعو س أن يضيف أن هذه المشكلة حدثت بسبب أحد الموظفين لكنه خاف أن يورط نفسه بمشكلة أخرى. قال الموظف وهو يشعر أن س لم يفهم كلامه السابق: طالما أنك مسجل في النظام كمتوفى فأنت بالتأكيد متوفي، ولا يهمني ما أنت عليه في حقيقتك. عليك أن تفهم أننا هنا لا يمكننا أن نتعامل إلا مع ما هو موجود في ملفك. وتابع وهو يضرب على الطاولة: المكتوب في أوراقك، وعليك أن تفعل أنت ذلك أيضاً. لا يمكننا أن نصدق كل من أراد أن يدعي شيئا دون أن يحضر ما يثبت هذا الإدعاء، وإلا أصبحت الأمور متداخلة ولا يمكن السيطرة عليها. رد المدعو س بانزعاج: لكنك تعلم حضرتكم أنني لست متوفى، ولا بد أن خطأً حدث. يبدو أنك لا تفهم، سواء كنت ميتاً أو كلباً مشرداً هذا غير مهم. المهم ما هو مسجل في ملفك، أنت الآن شخص ميت وإن لم تتصرف كما يتصرف أي شخص ميت. وإن أردت تعديل أي شيء عليك أن تحضر الإثباتات المصدقة بالأختام الرسمية، لا أن تقف أمام الموظفين وتدعي ما تشاء لأن هذا ليس له معنى. وفي حالتك هذه أأكد لك أن عليك أن تملأ النموذج رقم 45 بخط واضح وأن تحضر شهادة من القضاء، وتقرير طبي من أي مستشفى حكومي، ولا نقبل التقارير التي تصدر من المستشفيات التجارية. وإني أحذرك إن حاولت أن تتلاعب سيتم كشف أمرك. أخبرني الآن هل كلامي واضح؟ وقبل أن يرد عليه س أضاف موضحاً: لو أن شخصاً توفي هل يأتي ويقول لنا هيه أنتم لقد توفيت البارحة وعليكم تعديل بياناتي، لا تجري الأمور بهذه الطريقة. بل يأتي أحد أقاربه بالأوراق المختومة بالأختام الرسمية، ثم ينتهي كل شيء بسهولة، ولا يقول أحد أن لديه مشكلة. قال المدعو س: آه .. صحيح لكن لم يأت أحد أقاربي بالأوراق التي تثبت وفاتي. رد عليه الموظف بغضب: إني أضرب لك مثالاً. هل تعرف المثال، إنه مجرد مثال. وأومأ برأسه باتجاه الباب: هيا لا تضع وقتي، إن الأمر سهل لكنك تصعب على نفسك بعدم فهمك. لابد أنك تعاني في حياتك إذا ما كنت تسيرها على هذا النحو.
أريد هنا أن أسجل ملاحظة حول انفعال هذا الموظف الذي بدا أنه انفعل بسبب دخول س عليه قبل أن يأذن له. وفي حقيقة الأمر وكما عرفت فيما بعد كان هذا الموظف منشغلاً بتزوير خطاب ترقية لموظف مفصول، وربما كان هذا الموظف سكرتير تحرير في مكتبه. وقد اتفق الموظف المنفعل مع موظفين آخرين أحدهما يعمل في قسم شؤون الموظفين والآخر يعمل في قسم الشؤون المالية على عدم رفع خطاب للإدارة العامة بفصل سكرتير التحرير والتغطية على هذا الموضوع، لتستمر الإدارة المالية بدفع مرتبات السكرتير المفصول ومن ثم يتقاسم مرتبه الثلاثة بنسبة أكبر للموظف الذي يعمل في قسم الشؤون المالية. لذلك عندما دخل عليه المدعو س المكتب شعر بالغضب والانفعال لأنه كان في تلك اللحظة يتأكد من صيغة الخطاب المزور الذي يكتبه باسم السكرتير المفصول يطلب بترقيته على مرتبة أعلى. وربما انفعل في وجه المدعو س لأنه كان متوتراً وهو يراجع خطاباً موجهاً للمدير العام كلفه رئيسه المباشر بصياغته، وخشي أن يرتكب خطأً – سواء في الصياغة أو في مضمون الخطاب أو في بعض الإشارات الواردة في الخطاب – يوقعه في حرج شديد مع المدير العام أو مع مديره المباشر. على أي حال من يهتم لماذا كان ذلك الموظف منفعلاً وقد انتهى الأمر بخروج المدعو س من المكتب خائباً، ويشعر بفزع الشخص الذي تورط بأمر غير واضح.
حالما خرج وجد شخصاً يقف أمامه قال له تفضل معي. شعر المدعو س من الثقة الرهيبة التي أظهرها هذا الشخص أنه موظف في دائرة الأحوال يريد أن ينهي الموضوع أو يسأله عن بعض الأشياء حول الخطأ الذي حدث، وعليه ألا يقاومه. مشيا عبر مرر لم يكن هنا من قبل. انتبه س أن سقف المرر لم يدهن بالأصباغ بعد. قال للرجل الذي بدا له أنه يقتاده بعد أن توقف: آه .. أريد أن أقول لك الصراحة، لست مطمئنا، أين نذهب. ثم فكر بأنه أخطأ عندما قرر أن يطيعه: لا أريد أن يتم أي إجراء بشأن الخطأ الذي حدث. والتفت إلى الخلف وقال مؤكداً: أريد الخروج، لدي عمل ولن يُسمح لي بمزيد من التأخير، لقد تأخرت. رد عليه الشخص الذي ظنه موظفاً بصوت رخيم وواثق: أنت خاضع لإجراء بسيط، وهو إجراء قانوني تماماً، ومنضبط بالتعاميم والخطابات الواردة من الإدارة العامة، تفضل معي. ومد يده مشيراً للمدعو س بالتقدم. تابعا مشيهما عبر الممر حتى توقفا أمام باب خشبي تقشر أسفله بسبب الرطوبة الخانقة. قال الشخص للمدعو س: أنتظر هنا ولا تتحرك. دخل إلى المكتب وأغلق الباب. سمع المدعو س بعض الكلمات التي لا تدل على شيء لتداخلها. وظل واقفاً في مكانه أمام الباب، حتى لما تأخر عليه الموظف لأكثر من نصف ساعة لم يغير من وضعه، لأنه قال في نفسه: هذه المرة لن يتمكنوا مني، سوف أنفذ مايقوله بالحرف ولن يسمع مني إلا إجابات متخصرة دقيقة. وبرغم هذه الفكرة الانضباطية التي ربما تنجيه من الكثير من المتاعب إلا أنه شعر بالتوتر أو بالحيرة، من يدري. وحاول أن يتذكر فيما لو كان تعرض لمثل هذا الموقف من قبل، لكنه لم يفلح في تذكر أي شيء مشابه. كان كل شيء في المرر صامتا كما لو كان عدماً، ولم يقطع هذا العدم إلى صوت الموظف ينادي المدعو س وهو يفتح باب المكتب: أعضاء اللجنة في انتظارك. لما دخل س المكتب وجد أمامه ثلاثة موظفين متأنقين، يقعدون خلف مكتب حديدي كل واحد منهم وضع أمامه لوحة تعريف ‘‘نائب مساعد المدير العام لإدارة السجلات، مدير مكتب مستشارية الإدارة العامة في قسم التطوير وهكذا ‘‘ وبخط صغير لا يكاد يقرأ لأن اللوحة لم تتسع، كُتب اسم الموظف بعد الوصف الوظيفي. على أي حال من يهتم لقراءة هذا الهراء وهو في هذا المكتب البارد ذو الأرضية الإسمنتية الأشبه بزنزانة سيئة. حينما دخل المدعو س لم ينتبه لشيء كما انتباهه لشنب السيد الرئيس الذي يظهر أسوداً وكبيراً في الصورة فوق رؤوس الموظفين الثلاثة. دفع الموظف بالمدعو س حتى أوقفه أمام المكتب تماماً، كان على المكتب مجموعة من التقارير التي كتب بعضها بخط اليد والبعض الآخر كان مطبوعاً، وملف أصفر كتب عليه الاسم الرباعي للمدعو س، وكان عليه أيضاً ثلاثة أقلام زرقاء، وخرامة أوراق ومسطرة بطول 10 سم وممحاة رأسها أسود وأوراق بيضاء فارغة. وفي هذه الأثناء وأنا أسرد عليكم ما على المكتب كان الموظف الذي مشى مع س قد دخل من باب خلف الموظفين الثلاثة، ولما أغلقه قال الموظف الذي يجلس في المنتصف للمدعو س: ما هو اسمك؟ تردد س ومسح كفيه ببعضهما ونظر إلى الاسم المكتوب على الملف حتى يتأكد أنه يقول اسمه كما هو مكتوب لديهم. ولما قال اسمه بشكل صحيح رد عليه الموظف: جيد. وكتب شيئا على ورقة صغيرة يحملها في يده، وبدأ يقرأ البيانات الموجودة في الملف، الرقم القومي، الاسم، تاريخ الميلاد، مكان الميلاد الخ والمدعو س في كل مرة يؤكد أن البيانات صحيحة، حتى وصل إلى لون العين: بنية. رد س وهو يخشى أن يقع في خطأ آخر: لست أدري الآن بالضبط. رفع الموظف رأسه: كيف لا تدري، إذا ما كُتب في الملف بنية فيجب أن تكون كذلك. عقب س بخضوع: آه .. تماماً. حسناً هل يمكنك أن تخبرني لماذا لست متوفى كما هو مسجل في ملفك؟ حالما سمع س هذا السؤال تملكه اشمئزاز رهيب من شنب السيد الرئيس الذي بدا له بأنه ثقيل، وأرد في نفسه أن يركل هؤلاء الحمقى الذين لم ير في حياته أحمق منهم، ولكنه طلب من نفسه أن تكون أكثر تعقلا. وأراد أن يبين لهم بمجموعة قليلة من الكلمات والتي لا تحمل دلالات واسعة بأن الذي حدث مجرد خطأ من أحد موظفيهم. إلا أن الخوف سيطر على عقله وخشي أن يمسكوا بشيء يستخدموه ضده: آه .. إنني وبصدق لا أعرف يا سيدي. قال له الموظف: حسنا، عليك أن تعرف في المرة القادمة. فُتح الباب ودخل الموظف الذي جاء بالمدعو س إلى هذا المكتب. وأمسك بيده وكان س يستجيب بكل خضوع ومشيا عبر ممر طويل، وبعد أن تجاوزا الكثير من أبواب المكاتب المغلقة توقفا عن باب مكتب في آخر المرر وطلب الموظف من س أن يدخل وينام على الأرض، فعل المدعو س كما طلب منه الموظف، دخل إلى المكتب وتمدد على ظهره ومع كل حركة يمد بها ساقه أو يحرك ذراعه ينظر إلى الموظف الذي يقف بباب المكتب ويسأله ‘‘ آه .. هكذا ؟ ‘‘ والموظف يشير له بالقبول. كان المكتب خالياً إلا من عدد قليل من ملفات قديمة وأوراق متفرقة ملقاة على الأرض، وبعض الكراتين المكومة فوق بعضها. لما أغلق الموظف باب المكتب كان المدعو س مستلقياً على ظهره بانتباه وحذر كي لا يرتكب أي حماقات أخرى.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى