مريم الأبرش - بعدَ يوم..

على رحيلكَ
مضى، ما يؤذي قلبيَ المعذّب،
تتضرعُ إلي !
أعذارك المُلقاةُ على وجهِكَ تضيف لونًا على المشاهد .
ازحف على حدود حياتنا،
أصابعي بحصى الرصيفِ
والأسيجة
والأوراقِ، تتشقق ..
، تحمل أطراف ملابسي أشياء اسقَطتَها
حين كنّا بعد يومٍ طويل، نقفلُ عائدين
الى كهفنا المنتفخِ بالأشباح .
غطاء قنينةٍ زجاجي،
يعلق في ركبتي، احبو عليه .
لأن لا مجال لانتزاعه .
أتفحصُ الأرضية التي نظفناها من خطيئتنا .
لتتسلل عبر خطوطِ البلاط .
وتبتعلها الأرض .
التقط رسائلَ وصورًا و حبال .
كما أني أرسمك، بدمائي .
بينما أزحف نائيةً عنك
، و فرشاتك التي رسمتَ بها علامتي .
تنتأ كالوعدِ من جيبك .
لتفرش على الأرض أثرك الملون .
بينما لا أملكُ خريطة
ولا أدري من أين بدأت .
تتفصد جبهتي وتترك يدي أصابعها من شدة الضغط والتصفيق
..
ذقني يصبح سلّة للدموع، ويتحجّر .

ولأن، مدينتا لم تعبد الطرق .
فالرمل يملأ فمي الأن .
وظهري اصبح مداسًا لإطارات العربات .
والدواب والطيور
جميعها
تصلي على وجهي .
ستٌ وعشرون ساعةً ودقيقتين
على آخر خطوةٍ تتبعتكَ منها
قبل أن تنشق السماء وتضغط عليك بالمطر
في ظلامِ الشارع .
الذي أزحفُ عليه، منذ الصباح .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى