صلاح فائـق - مأدبةٌ على حسابِ ضباب.. شعر

أقيمُ مأدبةً لنفسي هذا المساء
إحتفالاً بخروج الضباب من بيتي
وكان هنا منذ شهر .
سأحملُ كلبي على كتفي اليمنى
ليهتفَ عمراً مديداً لي .
أحتفظُ بقنينة نبيذ
سرقتها من امامِ تمثالٍ لبوذا
وهو ينظرُ إلي ويبتسم .
اظنها ثمينة ومن قرنٍ سابق .
سادعو جاري الاعمى وطيوراً مهاجرة ,
لصاً إشتريتُ منهُ هاتفي وكومبيوتري
بحفنة دولارات إقترضتها من مرابي
في إحدى الجُزر , وكذبتُ عليه حول عنواني الدائم

*
اشتري ما احتاجُ من دكاكين صغيرة
في ازقةٍ أو من حوانيت في نهاية شارع
اعود الى غرفتي , حاملاً صحيفتي اليومية
تحت ابطي اليسرى وأنا أتبعُ كلبي
*
يقرأني كثيرون في اروقة , زنزانات
شرفات بيوت , عربات قطارٍ ضائع , سيارة لنقل سجناء
وربما حتى في مبغى .
لا احد من هؤلاء يعرفني , يتوهمني في صورةٍ ما
لأن كتابتي تمتعهُ او تقرفهُ .
الفرق بيني وهم , بسيطٌ تماماً :
انا أكتبُ احوالي وما اتخيّل
هم لا يفعلون ذلك
*
دفعَ بابي ، دخلَ غاضباً
القى امامي حزمة قصائد لي
- كانت مبعثرةً بين صخور الشاطىء
هناكَ وجدتها ، اخبرني
اشكرهُ ، اتظاهرُ باﻷسف واستنكرُ غفلتي
لكني ، حقاً ، تركتها هناكَ ﻷتخلصَ منها
يخرجُ ، بعد دقائق اندفعُ وراءه
- ارجوك ، انتَ لم تخبرني حتى إسمك
- اسمي صلاح فائق
يختفي
*
مرتْ غيمةٌ كبيرة قبل ساعة
ثم عادتْ ووقفتْ فوقَ بيتي
لا اطمئنُ الى سلوكها المفاجىء
علاقتي لم تكن جيدة في الماضي
مع الغيوم . لذا , تفادياً لما قد يحصلُ
اذهبُ الى السرداب واختفي هناك
حتى تبتعدَ :
سأنامُ حتى الأسبوع المقبل اذا تطلب ذلك .
*


صلاح فائق

قراءة الشاعرة عنفوان فؤاد



أعلى