إبراهيم مالك - المرأة التي أُحِبّها بِصَمتٍ

المرأة التي أُحِبّها بِصَمتٍ
لا تَنفكّ تُعاتبني و تَلومني
إن ألقيتُ قصيدةً
و دَسستُ فيها
رائحةُ إمرأةٍ ثانية

تَتوعّدني بالغَدر
و الخِيانة و الموت
إن إستوحيتُ نصّا من فُستان
أنجلينا جُولي القَصير
في أََحَد أَفلامها
أو من فَتحةِ قَميصها الشّفّاف
حيثُ تَنام قَصيدتين مَاكرَتين
المرأة التي أُحبّها بِصمتٍ
لا تكفّ عن تَعذيبي
فَتُعانق زُملائها في العمل فقط لتُغيظني
و تُقبّل صَديقاتها بِشغفٍ كي تُثيرَني،
و في آخر الأخبار رأيتُها بأمّ عَيني
و هي تُقبّلُ نَفسها بِنفسها في المِرآة
كل النّساء اللائي عَرفتُهنّ
لم يُشبهنكِ
كانوا يَدسّونني في قُلوبهن
و كنتُ أضعهنّ في جَيبي
المرأة الرّسّامة
التي خَرجت مَعي البارحة
أَهدتني شَفتيكِ
بَعد أن قَبّلَتني
فَاستوحَتهُما من خَيالي المَريض بكِ
وَ وَضَعَتهُما في رَسمة!
المرأةُ التي قَالت بأنّها تُحبّني
نَامت مَعي لَيلةً وَاحدةً
و تَركَتني
بعد أن رَأت إسمكِ عالقًا
في حَلقي
و فَوق لِساني
و في قَفصي الصّدري،
تَحت وِسادتي و بطانيّتي
و في هَواء الغُرفة!
قالت بعضُ النّساء لي: أُحبّكَ
و غَادرنَ
جَميعهنّ كُنّ كَاذبات
قلتُ لكِ أحبكِ
ثُم غادرتِ
لكن على طُول طريقكِ
المَحفوف بالشّوك و الحُب
كنتِ تَسيرين فَوق قلبي
و كُنتُ أحبّكِ بصِدقٍ
المرأة التي أحبّها بصمت
تنامُ على بُعد حَياتين من قلبي
و تَفصل بَيننا قُبَلٌ كَثيرة و مَوت
و رَجُلٌ آخر
و نِساء
لكنّني مع ذلك
أّدرك كم تُحبّني..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى