علي صدقي عبدالقادر - مسـمرة بالصـليـب

بلادي التي تصنع الخبز، والحب، فيها السلام
وتبني على نخلنا، برجاً من غمام
يسيل بها أنهراً ألف قوس قزح
بتبر، بخمر
بأشعار (قيس الملوح)
بها تسبح (العامرية) حتى الأبد
وترقص فيها ظلال الخيام
وتزهر فوق شفاه البنات
مشاتل من أغنيات
زرق المقاطع
وفيها يحيل القمر
قباب مساجدنا الحالمة
عراجين من أنجم عائمه
فهذي بلادي
وأين بلادك من بلدي الأخضر؟
بلادك مغروسة في الدخان
(فرنسا) التي سقطت من حسابي
بأسوارها المظلمة
بأقواسها كالتوابيت فرت من المقبرة
بها عطش للدماء
دماء شعوب لمستعمرات بعيدة
بعيدة
بلادك نهر رماد حزين
* * *
بها الشمس يطغي عليهت الأنين
وبالليل تهمي أزقتها بالصديد
وتشهق أقواسها بالبكاء
وتصنع ساقية من دماء
وساقية من دموع
لإفريقيا الآمنة
لذاك الملون
بتفجيرها الذرة الهائلة
لتفقئ أعين أزهارنا
لإيمانها بالصباح الجديد
لتعصرني مثل عصر العنب
لتجرح ضحكة شعب يحب السلام
وعيش الأمان لتطفئ لون جناح الفراشة
لتغرق أنجمنا في الوحل
وتطعن قلب الربيع
ستمضي هباء تجارب ذرة
سيطلع يوم نراك مسمرة بالصليب
لأنك خنت الصليب
نرى فيه أطفالنا يطلقون الحمام
حمام السلام
وأغصان زيتونة للأمان
فنهتف أن الحياة
لأقوى من الموت، من هدرجين العداة
أعلى