كاظم الحجاج - جدي أبو عثمان الجاحظ

فخور أني نحيل ..
لأني خفيف
على أرض هذا العراق
لا ادوس التراب..
كما داسه الآخرون!
* لكلّ البلاد الغريبة عيبّ وحيد:
عيبها انها – اينما وجدت-
… فالعراق بعيد!
* هذا الوطن المحسود
– الوطن التفاحة-
يحميه الله من الدود!
* من (اخناتون)
الى الامريكيين..
– الدين لله .. والوطن.. للاقوياء!
* ونحنُ في الابتدائية
كانت خريطة العراق
اسمن ممّا هي اليوم!
* نحن البصريين!
نطفيء الشعر حين ننام..
ونورّق مصباحنا للضيوف!
* جدي ابو عثمان الجاحظ
كان عفيفاً جداً مع النساء..
شكله لا يؤهله للزواج ولا للزنى!
* نحنُ الكسالى
لم نزرع تفاحاً
ولهذا..
اجّلنا اكل التفاح.. الى الجنّة!
* في الغربة.. نبكي..
والدمعة ماء مسجون..
ينتظر الحرّية
من حزنِ .. قادم!
* تغربت من مدن.. لا تردُ السلام..
وانا لا ابالغ والله
حتى المرايا هناك،
نزيف وجهك انت:
ففي الصبح تحلق لحية غيرك
وتمشط شعر سواك!
* وانا – حتى في الغربة-
لا ابحثُ عمّن اعرفهُ
بل.. عمّن يعرفني!
* تتذكرنا ايام (الحزب) الاولى
في محلتنا (الفيصلية)..
حيث الابواب
– نصف المفتوحة
في نصف الليل- ..
.. لاجل المنشورات!
* لم تسعنا غرفهُ التوقيف
– كنا اربعين-
منعوا ارجلنا ان تنثني
فجلسنا .. واقفين!
* مثل خبز الارياف..
– نحنُ اهل الجنوب-
نخرجُ من تناثير امهاتنا
.. ساخنين
لاجل انّ نليق بفم الحياة!
* إننا – في الجنوب-
نأكل الخبز حتى يعيش بنا
لا نعيش به …
ونحرّم ذبح دجاج البيوت…
هل يهون علينا: نربّي ونذبح؟
كيف يهون؟
* وكلاب الجنوب
وحدها تتقن الاعتذار،
تنبح الضيف وسط الظلام.
وتمسحُ اذياله في النهار!
* ولذا.. نحنُ اهل الجنوب
– حين نغتربُ-
تتجمع اوطاننا، مثل قبضة كفّ
وتنبضُ تحت الضلوع!
* وحين نزور الحسين:
نفك صرّة الحزن
بوجه الضريح…
نبكي – يقول والدي-
… لنستريح
فالشرقُ دمعتان:
للحسين – يا بني-
… والمسيح!
* اخبرني (طه باقر):
– الاسماء تؤنث، في سومر:
(انخيدونا) وتُذّكر (انخيدو)
– او (انكيدو) –
يا صاحبة الحانة، انكيدو … مات
فلنرفع، في صحته،
… نخب الغائب!
* واخبرني جنديّ
– مثلي في السبعين-
ولم يُقتل بعد:
حتى بين رصاصات الجنود
رصاصات محظوظة:
تلك التي تخطيء اهدافها
ورصاصات تعيسة:
تلك التي ترتكب امجاد الحروب!
* وانا لم اذهب يوماً للحرب.
ولكني اعرفُ:
ما يدعى نصراً -في كلّ حروب التاريخ-
لا يعدلُ نصر الامّ
.. تحدق في المولود.. الخارج توّاً!
* وأنا اتذّكر للآن:
في الشناشيل في قلب (نضران)
أن تُعلّق قمصان ابنائها
تعمّدتُ الآ اراها تعلّق ذاك القميص
وهيأت عيني للحزن:
كان القميص به ثغرتان كعينين
– في اسفل القلب- …
يا امنا، في الاعالي،
احقاً تظنين ان الشهيد
– اذا عاد من موته-
… لن يغيّر قمصانه؟!
(مشهد الختام)
وانا حلمانُ
كمثل رفيف الموت، الآتي من ميلادي
اتمنى آخر صوتٍ اسمعه
صوت (رقية) – صُغرى احفادي-:
أش .. لا تبكوا
خلّوا (جدو)
… نايم!
  • Like
التفاعلات: ياسين الخراساني
أعلى