أحمد دياب - نصوص ما قبل الحظر ..

(١)
بعت دموعي لأناس
يضحكون دائما
وأحيانا كانت مقايضة
من يعطني ابتسامة
أمشي بها يومي الخائب
أعطه دمعة
يترحم بها على حب فائت
أو على أحلام تكسرت
ولن ترمم مرة ثانية
أريد نسخة ثانية مني
أتركها في البيت
وأذهب للسهر مع أي كائنات
تسعل وهي تدخن
أو تتدفى على حطب السنط
نتحدث عن أي شيء
أتركهم على حالتهم كالعادة
وأعود
أرمي سيجارة للرجل
الذي يفترش الرصيف
أجلس بجواره قليلا
وممكن أقاسمه
ساندوتش الفول الذي بيده
أقو له أما آن لك أن تتزوج
يقول لم أجد واحدة جميلة
في البلد تملىء عيني
أتسكع مع الكلب الذي
يرقد تحت شجر البرد
وحيدا
ما من كلبة في الحي تسال عنه!!
أريد نسخة ثانية مني
أتركها مع أصدقائي على المقهى
وأذهب البيت.
(٢)
مطارد من كمائن
تنصبها لي كل ليلة
فأختبئ فى مدخل أقرب بناية
تحسبا من أية مناورة
من شباكها في الدور الثالث
وأنا عائد الى بيتي آخر الليل
أمسك أحجاراً صغيرة فى يدي
أقذف بها كشافات أعمدة الإنارة
كالعادة لم أصب أى كشاف
ويسقط على رأسي
فتقول: أحسن "يارب تموت"
أو أسمع ضحكة ماكرة
في منتصق الزقاق
أحيانا ارتدي ملابس تنكرية
وأغير ايقاع خطواتي ولا فائدة
مرة ألقت علي راسي
كيس من الزبالة
ولأنها تعشت بفراخ بلدية
ورائحة الطبيخ أثارت معدتي
لم أكترث ومشيت
كانت كل ما ترجوه أن أبص عليها
أو أتوقف أو أو
لم أفكر ولو لمرة واحدة
أن أطأ سلما يؤدي إلى بابها
تخيلت كثيرا صوت جرس الباب
وأنا أضغط عليه تخوفا من الجيران
والتوابع من هيت لك .... الخ
كل مرة تحاول الحصول
على رقم هاتفي وتفشل
لأني لا أرد على أرقام غريبة
تمنيتُ أن يكون هناك
شارع جانبي أمر به
دون أن يكون في يدي حجارة
أو أشتم رائحة عظم الفراخ
أو بقايا ورق العنب.
  • Like
التفاعلات: نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى