إبراهيم عطية - بوح البحر.. قصة قصيرة

منذ بدأت أشعر بالحب عادت الروح إلي الروح
ووجدت في قفصي عصافير تشرد في خلوتي
وطير يرتجف إذا ما أمررت عليه يدي ،
تلك الجالسة على شاطئ البحر تتنصت إلي السكون
تشكو بأوجاعها ـ وقد خيل إليها الشعور المرهف
أن الطبيعة أصبحت مغرمة بها ،
فتنجني على أذنيها لتلهمها أسرار ما يحدث بين الأرض والسماء ،
واستمعت للبحر الهادر ..
ويلاه ! لكم تعبت من كل عاشق يطمح إلي التفرد
وجعل نفسه معدودا من العشاق ،
وتنفست الصعداء ، نزلت الشاطئ وتأملت قليلا رغاوي الزبد ،
وكشفت عن ساقيها للموج المثقل بالشهوة وقليل من الملح،
وعكرت الرمل بأصداف الضجر،
وما إن حان وقت الظهيرة
اقتبست من البحر غروره ، وارتدت وشاحه المفضض ،
وأطراف الشاطئ لا تزال معلقة بالشمس
والتصق في رأسها الشرود الجائع إلي فيض المشاعر ،
وشاركت رهط الصبايا اللائي يرقصن بعيداً فوق الموج ،
أفضت ما في جعبتها من قلق وأغمضت عينيها ،
ذرفت دموع مآقيها خجلا ، وقست حتى امتنع عليها أن تشعر بارتعاش الأيدي إذا امتلأت رقة القلب ، لقد فقدت لسعادة في العطاء لكثرة ما أعطت وزعقت مشاعرها عن جودها مدركة أن من يستمر على بذل العطاء مهدد بفقد الحياة ، ولابد أن تتجمد أحاسيسها ويقسو قلبها وأطفأت أنوار نفسها وهي تحدجها بالتفاتات الجفاء ومضت متجهة في سبيلها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى