صابر رشدي - حـب..

الشاب الذي أحرجته نوبات تلعثمه، أمام الملامح الباهرة، والتناغم الذي ينسحب إلى كل تفصيلة في كيان تلك الجميلة، وهي تخطر بتؤدة، مثيرة حولها كل العناصر الدافعة إلى المحبة والوله، مخترقة انفعالات أولئك الذين يبحثون عن بطولات تراجيدية، وحكايات تسافر في الزمن. اهتز بشدة، وهو يواجه جمالا غير قابل للاستيعاب، لامراة تهمي مع النسائم الحانية، أثناء عبورها إلى اكتمالها الخالص. تصاعد الحب الكامن في الخلايا الغامضة، وبدأ ينمو لا مرئي، في الهدأة والسكون، منسربا إلى قلبه، وأخذ يذوب أمام لمعة عينيها عندما تصطدم بعينيه، التي تنخفض سريعا، ليمضي ليالي وحدته منزويا، بمشاعر مقيدة.
الشاب دبّ فيه الوهن حينما عرف أنها مهرة أرستقراطية، مستقرة في ملكوتها، بينما هو يسكن في خص صغير، شاهد على تاريخ من العوز، مبددا عمره في خوض طرقات ودروب بائسة، فذوى تماما، وراح يركض هاربا، وهي مذهولة، بعدما تقدمت إليه خطوات كافية، كى يفتح نوافذه المغلقة، واصل الهروب والدموع تفرّ من مقلتيه، تتطاير إلى الفراغ، وهو يجيش ببكاء العاشقين، متمزقا بين أضواء وظلال، تاركا وراءه كل شيء.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى