محمد ربيع حماد - تقول: صباحُ الخير

تقول: صباحُ الخير
فيضحكُ الصّباح على شفتيها
ويتناسخ الخير
بعدد الناس والأشجار
والكائنات.

ما إن تصحو
تفوحُ من جسدها عناصر الورد
فتطيب رائحة العالم.
لم تزل طفلة..
تفرحُ بالمفاجآت الحلوة
ويغضبها انشغالي لأمر ما
عند اللقاء
تهمس في أذن الوقت
فيتمدد الزمن على راحتيها كطفل
موهوبة في اصطياد الأحزان
وذبحها بقبلة
تخمش بحضورها ذاكرة المجاز
فيأتي بكل ما ورد عن الشعراء
من صور الحب
محتالة جميلة
تعبث بيدي طوال الوقت
وكطفل ساذج
يجرب حظه في خدعة مكشوفة تقول:
دعني أقرأ لك الكف!
ماهرة في فن الطهو
فنتبادل ثقافاتنا
تعلمني مهارة اللسان في التذوق
وأعلمها بلاغة الأصابع
كالبحر..
تتقافز الدلافين على جسدها غوايةً
وتخبّئ درّها
لمن استطاع إلى الغطس سبيلًا
كمدينة فتية لا تحد حدودها
وحدي أجوب شوارعها الواسعة
أطالع اللوحات الإعلانية
استمتع بالتجوال بين مولاتها الفخمة
ومحلات الورد وصوالين التجميل
امرأة شهية..
أفرح بتناولها بعد الجوع
ومشقة الصوم
لم أوتَ المعجزات
لكنني أتفقَّدُ الطَّيرَ في أحداقِها
حين تنظرُ باشتياق
فيأتيني عرشها قبل ارتداد الطرف
في مجملها حكاية أبدية
عن جَنين مكتمل الخِلْقة
نائم في سلامٍ حتى تلده الشمس
إرثُ حضارات العالم
وما أحرقه التتّار من مكتبات بغداد
النص الأصلي لملحمة جلجامش
ومركب الصيد الأولى بشرق الأطلسي
وأول خريطة نُقِشَت للأمريكتين
جوقة على مسرح الأحلام
ينشدون «لوركا» و«درويش» و «أمل دنقل»
بركان من غضب
تتقافز منه اللعنات
على طغاة الشرق
وسياسة العهر الدولي
انتفاضة ثالثة و«هولوكوست»
ثَورة بيضاء لم ينلْ منها
قهر باطشٍ
ولا سواد مصير
رحيق من خُزامَى
في فتاة مَريميَّة الطُّهر
عائشيَّة الحب
والقب يسكنه الإله
حمائم تطوف ببريق عينيها
تتلو تراتيل القَدَاسة
حيثما ولَّت نظراتها شطرًا
ألفُ شمسٍ خَجِلة
حاولت _عبثا_ أن تضاهي
وقار ضحكتها
سلام يضم العاشقين
وينبئ بحياة رغيدةٍ
على خديها ينام الربيع
ورفيف الأقحوان على غمازتيها
يثير عاصفة من قُبَل
تقول: صباح الخير؛
فتطير عصافير جنةٍ..
وألف فراشةٍ تحكي قصَّتها على الملأ!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى