عبد القادر لقــاح - دلمـــون وأنت..

يخرج الطير من صمته
تخرجين مع الطير
يخرج قلبي لسفر الجنون
هل أسميك آلهتي
أم أسميك دلمون
دلمون تزهـــر في ساحتي
أنت لا تزهرين
وعدتك إني الأليف
وإني الحصيف
وإني احتفال الخطى بالزغاريد
إني اندلاع الأناشيد
إني بك اليوم أزهــــــو
بك اليوم أدخل هذا العذاب الجميل
وهذا الغياب النبيل
وها جسدي أغنيهْ
تضطــــرم
ثم ها جسدي أمنيه
تحــــتــــدم
ثم ها أنت
وجهك أفعمه الانتظار الثقيل
وها إنني قد توشحت وجهك
أرجوك
ردي نضارة وجهي
وردي لوجهي التحية
ردي لعرسي البقية
ردي مواعيد أتلفها الزمن المـــــتـــفجر فينا
وأرجوك
ردي لقلبيَ أطلاله
النهارات شاحبة مثل أغصان روحي
وأنت هناك
النهارات تفــــقــــد أسرارها
المواسم تبسط أسمالها
الليالي تدوي بهذا الفضاء اليضيق رويدا
رويدا
رويـ
دا
وأنت هناك
أيا امرأة الغاب... يا امرأة البحر... يا امرأة من عبير القرنفل
يا امرأة المستحيل
ألا من سبيل...
سأفتــــــح نافذة في الجدار الأخير...
الجبال سيشمخ حبي بها
حين أصرخ: أواه يا زمن الحب
إني انتصرت بحزني الكبير
وإني سأدخل دلمون... دلمون تعرف وجهي
وتعرف أني انتصرت بحزني الكبير
وإني أجيء إليها
وأسرج عشقي...
خديجة والبحر أول ما اهتاجني
قال لي البحر أين عصاك
مددت له الناي
قلت: خديجة علمني حبها
كيف أضرب في البــــر والبحر والمستحيل
ألا من سبيل
كي أصدق أن التي داهمت في المساء الأخير
تباريح روحي
هي الآن تكبر فيَّ كنرجسة الروح
إني قرأت الرسالة
قولي كذلك
قرأت الرسالة
إني قرأت انتحاري على الغيم
سيدتي... إن روحي ترف
وجسميَ أنهكه الزمن "المتعهر"
والانزياح
تمادى... تمادى
فبعدك هذا الوجود طلاسمْ
وبعدك كل المواسمْ
تصير امتدادا لجرح دفـــــين
لك الليل، والبرق والرعد، هذا التوحد
بسملة الفــــجــــر، عــشق الصعود
صولجان الجنون
أنا لا أخون
أنا أشرئب إليك
وملء يدي كومة الصوف، نهر من الوجد
إني أنا لا أخون
لذكراك كل الحصافة... كل القداسة... كل التبتل... كل الجنون
ودلمون تزهر في ساحتي
كم تمنيت أن تزهري مثل دلمون
إنك سري
وإني بك اليوم أزهو




* عن ( أنطولوجيا شعراء وجدة) من إعداد الشاعر بوعلام دخيسي
أعلى