زاهر الغافري - استذكار متأخر.. شعر

هناك أصوات أتتني على ظهر الأبدية
أقاسمها حياتي.
أموات يبيعون الجمرَ والصراخ لليالي
القادمة في فصل الثلوج.
لا أعرف أن أسمّي ظلالَ من دخلَ إلى الغرفة.
هل العائلة لا تزال حيّةً،
هل أنا رجل وحيد وأعمى.
أذكر أنني كنتُ شاباً يسافر في
منتصف الألم تتلقفُهُ جهات العالم كلها.
لابدّ أنني أضعتُ المفتاحَ في مكانٍ ما
في الطريق.
لابد أنني أضعتُ ما كنت أترجّاه بالأمس.
يقول الأصدقاء: ها هي Batumi على مرأى
حجر.. جرّبْ هذا.. جربه إذن إذا أردتَ
لعينيك أن تستفيقا على إيقاع رقصةً
بيضاء مرشوشةٍ بالملح في البحر الأسود
وأنت تركعُ أمام آثار الليالي
كما لو كنتَ يوليسس يعود بسيفه اللامع إلى ايثاكا.

زاهر الغافري
أعلى