د. إيمان الزيات - صاحب المعطف..

لم يكن الأمر صعبا كأول مرة، كل ما فعلته هو المعتاد. أطفأت ضوء اللافتة البيضاء الكبيرة الجاذبة لانتباه المارة، ثم غلقت على نفسها الباب برفق كأن الشارع المزدحم سيسمع صوت حذرها المبالغ فيه وهي تفعل ذلك!

الغرفة المربعة في الدور العلوي كانت ملاذها الدائم من الوحدة، في كل مرة تصعد إليها فتجده في مكانه الذي لم يبرحه منذ اليوم الأول حيث وضعوه. كأنهما على موعد دائم بعد انصراف صخب الذي باع و الذي اشترى.

رغبتها العارمة في الائتناس به ترسم على وجهها ابتسامة متكررة، تقترب شيئا فشيئا، تدور حوله متلمسة موضع منكبيه وظهره حتى تقف أمامه تماما.

ترفع يدها لتفلت خصلات شعرها المزموم على الكم الأيسر حيث تضع رأسها برفق. لا تئودها
خشونة خامته الرخيصة.

تتنهد بينما تسند الكم الآخر على صدرها وهي تحلم بالتربيت.

على غير العادة نبت اليوم للكم يد لاهثة راحت تركض فوق أنحائها المذعورة، ترتعد فرائصها حين ترى من فتحة الياقة رأس كاملة، كان للرأس عينان جاحظتان وفم يسكب لعابه على وجنتيها، وصوت مضطرب التنفس والشعور.

الآن هي في قبضته – صاحب المعطف – من دون أن نعرف نحن الذين نقرأ هذه السطور ما آلت إليه الأحداث!

ترى هل كان صعوده للمخزن ساعتها صدفة؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى