نزار حسين راشد - إلى سعدي يوسف

أنت لست الشيوعي الأخير
وكيف يرضى المشاع
من كان مثلك
عربي الهوى والشجى والضمير
كيف تكون شيوعياً
وقد أوجعتك المنافي
فاعتنقت العراق
وحين أصبح العربي في خراسان
"غريب الوجه واليد واللسان"
سمعتك تنشد:

ولْـتَـدَعْ مَـن خاننا يأكلْ طويلاً شـجرَ الزقّــومِ
واثبُـتْ …
لا تحاورْ :
هذه الأرضُ لنا
هذه الأرضُ لنا
هذه الأرضُ لنا
منذُ بَـرأْناها من الماءِ
وأعلَـينا ، على مضطرَبٍ من طينِـها ، سقفَ السماء …
......
بكيت على الموصل
إذ دمّرتها أكفّ الوحوش
خذ الحقّ مني:
هذه الأرض لن تصير
معبراً للجيوش
يلومونك
لأنهم لمحوا
على زاوية فمّك
طيف ابتسامة
حين رأيت الجنود يعودون
إلى واشنطن
قافلة من نعوش
يلومونك
لأنك لم تبتهج
بسماء لندن الرصاصية
او ضباب نيويورك
فحملت اكتئابك
بين جنبيك
منتظراً شمس دجلة
كي تستحم
عارياً من خطايا الذين
قبّلوا يد الحاكم العسكري
أنت لست الشيوعي وهذا اعترافك
مسطّراً على ورق البردي
الطالع على كف دجلة:

سأستقيلُ اليومَ
لا حزبٌ شــيوعيٌّ ، ولا هُم يحزَنون !
أنا ابنُ أرصفةٍ
وأتربةٍ
ومدرستي الشوارعُ
والهتافُ
ولَـسْــعةُ البارودِ إذ يغدو شــميماً ...

يريدونك أن تحتفي على طريقتهم
أن تأكل مما ذُبح على النُّصُبب
أو تعيد صياغة البيان الشيوعي
ولكنّك تحتفي بالنخيل
الذي تلامس غُرّته الغيم
ولا ينحني
إلا قليلاً
حتى تمر الرياح
دون أن ينكسر
فتحية أيها الوطنيّ العتيق
ولا تبتئس بما يقولون
فسوف تمر السّنون العجاف
وسوف يحين أوان القطاف
وحين يسّاقطُ
النّخل تمراً
لسوف نُغاث
أو نعتصر!

نزار حسين راشد
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

أعلى