أمل عايد البابلي - حينما تصير القصيدة فماً تلتهم الكلمات

بينما هي تفتش
في جيوب المعاطف عن حبة واحدة
واحدة فقط.
من عقار رائحته العالقة في خيوطها
تتلاشى أصابعها
في كل مرة تمدها في عمرِ الأيام
ويتساقط بصرها
كما تتساقط الأفلاك في العاصفة .
٢ -
وبينما كان النهر يغير مجراه
كانت هي ترسم وجهه على الماء ليحمل إرثه السومري على موجاته
حتى لا تنسى الأرض أنفاسه
ويضيع الاثر .
٣ -
وحينما يكون الحب قديم ثأرًا
تتهيج عواطفها كأنها عاصفة غبار
تدثر نهارها لتحظى بليلة واحدة
بعد أن علقوها على شجرة يابسة تقول :النهر صامت
وأنا ثرثرة حصى على جرفه .
٤ -
وحين يغادر الصباح على أحرِ من الشمس
تصرخ الليالي: حمراء تلك اللقاءات
بلا أصوات رعد أو بريق ضوء
أو أمطار ناعمة
لتُغرِقَ الحقولَ .
٥ -
وحين يمسك يدها
تجمع هي الضياء وتدسه في جيوبه
تملأ الاحلام بحبات كرز
فتصير القصيدة فماً تلتهم الكلمات
كما يلتهم فمُه شفتيها .
.
.
.
.... امل عايد البابلي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى