د. إيمان الزيات - عن التي تغيرت.. قصة قصيرة

لا تجبروني على الحكي؛ فإن كل شئ سيتغير إذا أخبرتكم بتلك القصة، ربما سأعود إلى سابق عهدي، وصدقا أنا متأرجحة بين رغبتي في الاستمرار على هذه الحالة أو العودة للقديم!

لكن وحدة شقت عصاها صدري نصفين هي ما تدفعني للكلام معكم.

دعكم منها إنها مترردة، سأقص أنا عليكم قصتها..

عموما لم يكن أحد ليتخيلها في تلك الصورة سواه، فليس هناك أي مبرر لتخيلاته تلك، ليست جلستها المتعالية واضعة ساق على ساق، ولا شعرها المزموم بقسوة لا تخفى على الناظرين، أو حقيبتها الجلدية ذات الذوق الرجالي المحافظ، هو فقط من رآها بطريقة مغايرة، حين سألوه عن المعجزة قال أن لوحاته التي يرسمها تتحدث معه في الليل وتخبره بأسرار كثيرة كانت هي إحداها؛ لذا لم يتردد يوم رآها في فرقعة أصابعه وترديد جملة:

“كوني كحقيقتك بدلي الظاهر الحيي بالباطن الخفي”.

دارت بعدها ثلاث دورات، في كل دورة تغيرت تفصيلة، بداية بشلال شعرها الذي انسدل وانتهاء بحذائها المريح. توجت ابتسامتها غير المعتادة قائمة التغيير.

نظرت له ببهجة وهي تقول..

أين اختفت ساحرة الثانية عشر؟!

ضحك ضحكة صاخبة وآخبرها أنها تعاني من التواء مفاجئ، و قد أوكلت له اليوم فقط مهامها وأشار لها على العصا اللامعة.. (علي أنا)

سألته.. والآن ماذا ستفعل هل ستكمل الليل وأنت تحول أخريات من حال إلى حال؟!

قال أنه اكتفى بمهمته الأولى مشيرا إليها.

(كان يكذب)

توردت وجنات هذه الليلة، حتى غفت وفي الصباح كانت التي تغيرت وحيدة بجوارها عصى فارغة من السحر ليس لها أي بريق يذكر!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى