صلاح عبد العزيز - متبرع بأعضائى.. شعر

لأنكِ فى أحيان كثيرة
لست فى حاجة لى
أراك فى الشارع
تأخذين بيدى
لا لكى أعبر الطريق
بل لمجرد أن تنتقل خلاياى إليك
بلا جهد
هكذا فقدان الحواس
أنت لم تبصرى غيرى بعينىّ
فى زحمة الفراغ
ومع ذلك
لستِ فى حاجة لآخر يشبهنى
أنا الرجل الذى
ما إن تركت يده على رصيف روحه
حتى انهارت هيأته
فى الجانب المقابل
ولم يعد ممكنا أن يرى أى شئ
إلاك
ولدت كى أكون مبتلى بك
حتى فى رحم أمى
وقبل أن تبصرنى عيناك
فى اتجاه معاكس
اختصتنى الدنيا بأوجاعها
بسبب حبك وبسبب آخر
يظل مجهولا لكنما يظل مقيدا
بأغلى ما فى العالم من حب
بمشرطك الحاد
أنقذتنى من جسدى
وزرعتنى بعدل فى عدة أجساد
أرانى الآن بعينىّ
وأحسُنى الآن بقلبى
شكرا أيتها الحبيبة
كلما انتقيت عضوا بدون نزف
وجدتنى أشخاصا كثرا
كتوزيع جديد لجغرافيا جسدى
يداى على بحر
وقدماى فى جليد
وقلبى لك وعيناى أيضا
ربما هناك أشياء يجب أن أحبها
كقضمة من لحم حى
يسير إلى عمله
كبائع يبيع هواء معبأ
بالمضادات فى مشفى استثمارى
على قارعة طريق
أو محطة مترو
علىّ أن أكون حياديا
كإجراء وقائى ضد السمعة
حتى لا أتهم بالرحمة
وعلى ذلك أتبادل الكتب بملابس مستعملة مثيرة
لعين تغادر جسدا وتلتصق بآخر
لمجرد أن هناك ضريرا
ينتظرنى كمتبرع بأعضائى

صلاح عبد العزيز - مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى