صلاح عبد العزيز - عطش.. شعر

الأحلام عندما تسقط
معناه ان ليس حياة بالشخص
كلنا هذا الجنون
شجرة بلا اوراق
نسل من خطيئة
ولأن الذاكرة مثقوبة
ما تبقى منها يصلح كنعل
أريد أن أركب رمالها كموجة في الأثير
وأظل بشراعى الورقى
أجدف إلى ما لانهاية
الأحلام قارب تحطم مع صخورها
في نهاية الأمر لا يد لى
*
لا يابسة في مرمى البصر
فالنوم أيقظنى لكى انام
في ظلمة تتولد من ظلمة
*
خربشات أظافرها اللينة
كفيلة بإيقاظ ميت
الحياة ميتة
لكنها تحاول
في بادئ الأمر
مطر من أصابعها
ومع ذلك صحراء جرداء
*
أخذت من الأراك ضحكته
وقلت أراكِ فى وقت لاحق
لكن قطيع ماعز هدم المقبرة
وكنت فى مدينة التراب
مكمم الفم
تتساقط أسنانى
*
يا للرعاة فى الماعز الشارد
تظمأ بين الجبال الشاهقة
تجف السحب فى الأعالى
تجف الآبار عند الورود
عطش وكلنا عطشى
ولو عين ماء آسنة
ستكفى فى متاهتنا
وما بينى وبين المقبرة
ألف راع
تقطعت أغنامهم على حافة الصحراء
وكلبهم
مات فى الهجير
*
مشت علىّ البعير وداسنى نعلك
أنا هنا وأنت هناك
كمدن عربية
أو كلب صيد
والقوس والسهم متوتران
فى يد غيرى
حيث لا يمكن غير ذلك
كرمل فى مصد الريح
يمضى الأقدمون
نحن نمضى
وبوطأة نعل
تختفى القبور
*
بمعصمى دلو
من أعلى قنة لأسفل الوادى
أدْنى حبله المهترئ
عطش وكلنا عطشى
..................
...................
صلاح عبد العزيز - مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى