أمل الكردفاني - شيء غير معروف.. قصة قصيرة

وإذا كنت سأكتب قصة فلا بد من أنسنتها..، إذ لا سبيل إلى كتابة قصة بلا أنسنة. إن الطبيعة بأسرها، روتين ممل، تكرار لعلاقات واضحة، غير أن الإنسان هو وحده الأقل وضوحاً والأكثر غموضاً، ولو ولد جميع البشر وهم مصابون بالبله المغولي، لكانوا بالفعل جزءا من الطبيعة؛ إذ سيدخلون في حالة التكرار الطبيعية، ولكنهم ليسوا كذلك. إذ دوناً عن سائر الكائنات، يبدو الإنسان شغوفاً بفعل شيء ما. حتى صاحبنا أبكر، الذي يفتقر لأي موهبة، لكنه يبحث عن فعل شيء ما. يريد أن يتجاوز الطبيعة، ولكن بلا أسلحة. أليس ذلك محال؟..
وحين دخل الجامعة وهو في سن الرابعة والعشرين، أي السن الذي يجب أن يكون قد خرج منها، لم يتمكن من العبور، فغادرها بغير أسف. إلا أن ذلك الشغف، جعل أبكر يبدو أكثر رزانة من رصفائه، إنه يشتري صحيفة كل صباح، ليجلس أمامها، فتقرؤه بدلاً عن أن يقرأها. إذ أن تهجي الكلمات ممل بالنسبة لمزاجه الطموح. يناديه عمه، ويطلب منه مسك حسابات البنشر*، فيجلس ليوم أو يومين، حيث يخرج صحيفته ونظر إلى صفحاتها ولا يرى منها شيئاً، وفي بداية الظهيرة، يزداد العمل، ويصبح مربكاً له، فيصرف العمال ويغلق البنشر، ثم يذهب ويسلم مفتاحه لعمه. "يجب ان تقف على عملك بنفسك".. يقول لعمه برصانة تلجم عمه ويغادر. وتحت ظل نيمة، يجلس قرب عواطف، السيدة التي تعبر الأربعين لتوها، محملةً بعبء طفلين، أحدهما في الثانية عشر من عمره، والثاني في الثامنة. ينظر لها أبكر جيداً، ينظر إلى أصابع قدميها السمراء والمخضبة بالحناء السوداء، يرى هَوْلاً من اللحم ينزلق لأعلى، فيحطم أعصابه "لقد طفش*.أليس كذلك؟!" فتجيبه دون أن ترفع رأسها عن ملء أكواب الشاي والقهوة " كل يوم تسألني هذا السؤال يا ولدي ..وكل يوم أجيبك بنعم..هي الدنيا هكذا".. تحمر عيناه ويضطرب "ولدُك؟!" .. تصمت، فيقول منهاراً "أتزوجك".. فتجيب "أنت صغير..لو كان لدي بنت لزوجتها لك".. يجرع كوب الشاي الحار بدفعات كبيرة حارقاً حلقه، "ولكنني لا أريد ابنتك؟" تضحك عواطف، "سيقتلك أعمام الأولاد..لقد حلفوا قسماً غليظاً بأنني لو طلبت الطلاق لهجرانه وتزوجت سيقتلون زوجي ويقتلونني ويأخذون الأولاد"..حينها ينهض أبكر ويقول "سجلي في الحساب"..تصمت، فيغادر بحثاً عن شيء ما يفعله، فيظل هائماً في الأسواق القريبة، ولكنه لا يرى شيئاً، وحين يتعملق خيال عواطف في رأسه، ينعطف بسرعة داخلاً لأقرب حمام عام، ثم يخرج ليبحث من جديد عن شيء ما يفعله.
يدور إعصار ترابي عنقودي صغير، ويداهمه من الخلف فيغلق عينيه وأنفه، ويتوقف عن السير حتى يتجاوزه الإعصار. ليجد نفسه بعدها وقد تحمى بلون التراب، ذلك التراب الغريب، خفيف كحبات الدقيق، بني شاحب، ذو رائحة خانقة، فيعود لمنزل جدته.
يستحم ثم يتمدد ويشاهد التلفاز، ولكنه لا يرى شيئاً كعادته، يظل صامتاً ورزيناً، جدته وحدها التي كانت تدرك أنه ليس رزيناً بل عاطل عن أي موهبة، وكانت تشفق عليه لهذا السبب. وحين يخبرها برغبته في الزواج من عواطف تنهره قائلة "عواطف ست الشاي..إنها في عمر المرحومة أمك، وفوق هذا فقيرة، كما أن زوجها لم يطلقها بعد، بل هجرها، وما تركه الطير ليس فيه خير، إذا كنت ترغب في الزواج، فعليك بمستورة فهي أرملة ولكنها ورثت ثروة طائلة من زوجها الجزار عبد اللطيف" تصب القهوة على الفنجان بشغف وتضحك، إذ تنعشها النميمة "شفت كل شيء بعيني ولم يخبرني أحد، ترتدي ذهباً من حلمتيْ أذنيها وحتى حلمتيْ ثدييها بقيمة تفوق قيمة كل ما يملكه تجار السوق الكبير. أما على ساعديها وأصابعها، فذهب ثقيل ومشغول ومُطعَّم بالأحجار الكريمة، وكله عيار واحد وعشرين، أصفر مشوب بحمرة، كخدي مستورة" فيقاطعها بخجل "ولكن..أليست ساقاها رقيقتين".. تصمت الجدة وتجمع شفتيها للأمام، ثم تقول "غطيهما" فيسألها "أغطي ماذا؟" تجيبه " غطِّ ساقيها في تلك اللحظة".. فيضحك أبكر بجزل وتضحك جدته بخبث ونشوة، ثم تقول بعد أن تهدأ "يكفي أن لها منزلاً ومالاً ولا تريد سوى الستر كإسمها، وأنت ستضمن أماناً لحياتك المستقبلية".. يصمت وتبدو له صفقة رابحة، فيغمغم "حسنٌ.. أخبريها".. تقول الجدة محذرة "لا ترجع في كلامك كالعادة..لا أريد إحراجاً ككل مرة" يغمض عينيه ليتذكر متى رجع في كلامه من قبل، فلا يتذكر أنه تحدث معها عن هذا الأمر من قبل..لكنه يصمت على أي حال.
يتحول الشارع أمام منزل جدته لضجيج الرقشات* والتكاتك فجأة، فهم يؤوبون لمنازلهم في هذه الساعة، يطلقون أبواقهم ويصيحون، ويشغلون اغانٍ صاخبة، هكذا لعشر دقائق ثم يختفون. وتمضي الأيام ولا تخبره جدته بأي شيء تجاه مستورة، وهو -في نفس الوقت- يستحي من السؤال عن الأمر كما لو كان مراهقاً شبقاً. فيذهب لعواطف، ولكنها لم تأتِ هذا اليوم، يجلس حينئذٍ تحت شجرة النيم الوارفة، ويعبر السموم خياشيمه حاملاً رائحة صفق النيم، وبغرابة يفقد قدرته على تذكر ملامح عواطف، حتى ذلك الإنزلاق اللحمي الصاعد إختبأ خلف ذاكرة مشوشة. وهناك على مبعدة مائة متر تجلس سيدة أخرى تبيع الشاي والقهوة، فيدخل يده في جيبه ويتحسس ما بداخله، كانت عواطف تمنحه كوب شيريا مجاناً، ولكنها تسجل عليه حساب الشاي، وهذا الحساب له قرابة سنتين لم يدفع منه شيئاً. لكنه سيدفع في نهاية الأمر، فهذا واجب أخلاقي، يقول لنفسه "سأدفع عندما..عندما..." ويفكر في شيء ما لا يعرفه، ويمضي بثلاثين جنيه ظهرت داخل جيبه بلا سبب، إلى المرأة الأخرى. يتأملها علَّه يجد فيها رائحة عواطف، لكنها ليست سوى فتاة هزيلة، ذات شفتين ضخمتين، وأسنان مكسورة، وساقين كساقي مستورة. فيجلس، ويطلب شيريا. وعلى نصف دائرة حول الفتاة توزَّع الزبائن، القصير والطويل، الأصلع وصاحب الشعر الكثيف، النحيل والممتلئ، يشربون الشاي والقهوة بصمت، يحتسونها إحتساءات متقطعة تفصل بينها مسافات طويلة. وعيونهم على الأفق. وحين يلفهم الصمت الكثيف، يتنحنح أبكر ويسأل الفتاة "أين عواطف؟".. لا تجيبه الفتاة بل تصب الشيريا ببطء، وتضع الكوب على صينية معدنية قديمة ومعها كوب ماء فارغ وإبريق ماءٍ بارد. ثم تحمل جسدها حملاً وببطء شديد تغادر صندوقها الصغير وتلتف حوله لتضع الشيريا أمام أبكر، ثم تغمغم "لا أعرف". تكتفي بهذه الكلمة، وتعود لمقعدها خلف الصندوق الحديدي الأزرق المصنوع يدوياً، فيظهر عدم الإتقان في الوانه وزواياه واستقامة أضلاعه..،يقول رجل أصلع ذو جسد قوي "ربما تزوجت".. يصعق الإحتمال أبكر قليلاً، وعلى نحو ما يتذكر أقدام عواطف والإنزلاقات اللحمية من أسفلها وحتى أعلاها..فينفض رأسه ويغمغم منكراً "لا.. لم تتزوج؟" فيقول الرجل "كيف عرفت؟" يضع أبكر الكوب على شفتيه وينظر داخله دون أن يشرب ويقول "لا أعرف..لكنها قالت انها لن تتزوج" يهز الرجل رأسه، وتلمع صلعته تحت الشمس. وكمن أدرك شيئاً يقول "تبدو رجلاً طيباً..".. فلا يعرف أبكر بماذا عليه أن يجيب، لذلك يكتفي بهز كتفيه هزة سريعة لاوياً شفتيه لأسفل. يستمر الرجل "لقد ناضَلَت كثيراً، إنها سيدة قوية، إنها تذكرني بنفسي، فأنا أيضاً ناضلت كثيراً في هذا البلد الصعب الفقير حتى انشأتُ أول شركة صغيرة لاستيراد وبيع الأحذية، لقد رفضتُ العمل إلا بأوراق رسمية مكتملة، وساعدني إسم الشركة على تطوير أعمالي، فتوسعَت توسعاً كبيراً، قررت حينها غزو أسواق أفريقيا، ستجد شركة "الرمس أومان" في كل دول أفريقيا، شركة صغيرة المقومات ولكنها كبيرة العطاء، لقد قررت منذ البداية ألا يتجاوز أي مكتب لها في أي دولة في افريقيا مساحة مكتب صغير، وعلى من يمثل شركتي أن يقوم بكل الأعمال بنفسه، على كل فرع رجل واحد يدير فرعه بحرية كاملة، المهم أن يتبع المعايير الفنية والمالية بدقة. وبدلاً عن تعيين موظفين دائمين، إتخذت القرار الأهم وهو أن استأجر مراجعين بشكل دوري كلما احتجت لذلك، ولكي تكون المهمة سهلة فقد عهدت إلى شركة تكنولجية بأمر إنشاء برامج حسابية معقدة، بحيث تجمع قاعدة البيانات كل بيان داخل أو خارج من الشركة بشكل أوتوماتيكي. مع ربط كل الفروع بشبكة إتصالات كاملة. أنا أعتبر أول من أهتم بالعمل عن بعد في هذا البلد الفقير والبلاد الأفريقية الأخرى، لقد عملتُ بتكاليف قليلة جداً أضعاف ما تفعله الشركات الضخمة بميزانية مليونية"..يستمر الرجل في الثرثرة، أما أبكر، فيفكر في أي خبر عن عواطف، أو رد مستورة على جدته إن كانت قد أخبرتها بأمر الزواج...ولكنه استبعد الوصول إلى أي من المرأتين، فحاول التفكير في فعل شيء ما. وهنا تصادف قول الرجل له "لماذا لا تحصل على فرع من فروع شركتي".. فتفاجأ أبكر، واستطرد الرجل بسرعة "العمل سهل جداً، فقط عليك أن تلتزم بالمعايير العامة، ها.. إذا قررت العمل معي في أي لحظة فاتصل بي على هذا الرقم، ستجد في هذا الكرت ستة ارقام، ولكن رقمي الخاص ستجده مدوناً في الخلف بقلم الحبر..هة..وداعاً"، دفع الرجل ثمن الشاي، وقطع الطريق الترابي الرئيسي مشياً، ثم انعطف نحو زقاق صغير قبل أن يقود سيارته، ليختفي من أنظار أبكر الذي أمسك الكرت وتأمله بصمت..ثم أجري إتصاله ليكون جزءً من فريق مدراء فروع "الرمس أومان" فاستقبله صوتُ الرجل الذي أصبح أكثر جدية وقسوة من ذي قبل. وبعد أن نقد الفتاة ثمن الشيريا، توجه نحو منزل جدته، لكنه توقف فجأة حين تذكر سبب وجود الثلاثين جنيهاً في جيبه، فتصبب عرقاً "إنها ثمن الإسبرين"، تشتري جدته الأسبرين كمسيل للدم، بالإضافة إلى دواء الضغط. وهو قد أنفق المال على كوب شيريا تافه. اتسعت عيناه والعرق يتصبب كالمطر من على جبهته وتحت إبطيه وفخذيه.."ماذا سأفعل؟". يتمالك نفسه، ويعود بخطى ثقيلة إلى منزل جدته، فيجدها نائمة. ينظر إلى وجهها الأسود والتجاعيد تزحف في جلده، خالقة اخاديد مظلمة. عندما تغرق في النوم تصدر شخيراً عالياً، لكنها الآن تحاول أخذ راحة صغيرة. يجلس أمامها ويظل يتأمل وجهها، "لماذا تنظر لي هكذا يا أبكر؟"، تقول دون حتى أن تفتح عينيها، يعلم أنها تمتلك قدرات خارقة على إستبصار الأحداث، ثم تؤكد ذلك حينما تغمغم دون أن تفتح عينيها "أضعت ثمن الإسبرين؟".. يتجهم وجهه، فتضيف وهي تنقلب على جنبها الآخر معطية ظهرها له "لا بأس..سأتصرف". يرتاح قلبه، فينهض ويتمدد على السرير الآخر. ويفكر في فعل شيء ما. غداً لديه (اجتماع) مع الرجل الأصلع، قال له الأصلع ذلك، وأعجبته كلمة (إجتماع) هذي، قال الأصلع "غداً سنجري إجتماعاً مفصلاً عن كيفية عمل الشركة، وكيف ستشرع في بناء فرعك الخاص، وكيف سنربط فرعك بباقي فروع "الرمس أومان" حول أفريقيا والعالم..مواعيدك الساعة التاسعة وسبع عشرة دقيقة.. لو جئت الساعة التاسعة وثماني عشرة دقيقة فاعتبر الصفقة ملغاة..إننها نهتم بالجدية والعمل الدؤوب، وفوق كل هذا الوضوح، الوضوح في العمل، تماما كما تعمل الطبيعة من حولنا بميكانيكية معلومة، ولكن أيضاً بذكاء وابتكار هو خليقة البشر"...ولأول مرة بعد سنوات يغادر منطقة سكنه إلى وسط العاصمة، ثم يستقل سيارة نقل إلى منطقة أخرى، يعبر أكوام الأتربة، ويسير داخل أزقة لم يرها من قبل، ثم يصعد الدرج إلى حيث وصف له الرجل المكتب. وخلافاً لما قاله الرجل، فالمكتب كان وثيراً جداً، وهناك سكرتيرة حسناء، ولكنها رغم ذلك لا تبدو طازجة كعواطف، يجلس لمدة ساعة في إنتظار الإذن بالدخول، لترافقه السكرتيرة بعدها إلى مكتب الرجل الأصلع الذي يستقبله ببرود، ويطلب منه الجلوس، ثم يطلب من السكرتيرة أن تقدم لأبكر كوب شيريا. فتهرع السكرتيرة لتعود بكوب الشيريا، لكنها ليست كشيريا عواطف، كانت ألذ وأكثر سخونة...وطوال ساعتين لم يسمع فيهما أبكر من ثرثرة المدير شيئاً، بل ظل يتأمل اللا شيء، حتى وجد نفسه أخيراً داخل مكتب ملاصق لمكتب المدير ولكنه أقل فخامة منه، أقل بكثير. فقد تم تعيينه مديراً لمجموعة شركات "الرمس أومان". وطوال ثلاثة أشهر تالية لم يعرف أبكر ما عمله بالتحديد، كان يوقع الشيكات فقط، حتى عاد يوماً ووجد الشركة وقد اختفت تماماً..حتى تلك السكرتيرة التي كانت تغازله اغلقت هاتفها تماماً، واسترد صاحب الشقة شقته من الأصلع الذي كان يستأجرها.
"خدعوك يا أبكر..أصبحت جوكي بلا أي مقابل، إنك حتى لم تشترِ سيارة جديدة، ولم تمتلك حساباً في البنك، بل ولا حتى علبة سجائر". غمغم أبكر "أنا لا أدخن"...قال المتحري "ستوضع في السجن حتى تتعفن، فالظاهر أمامنا أكثر من سبعمائة شيك، ناهيك عما سيظهر من شيكات في المستقبل.." ظل أبكر صامتاً، كان يتذكر وجه جدته، كم سيخيب ظنها فيه. هل ستتحمل إيداعه في السجن. وعواطف، عواطف ستتزوج، وتنساه إلى الأبد..لقد ضاع أحب إثنين إلى قلبه".
كانت الزنزانة ضيقة، ذات رائحة عفنة، مظلمة ورطبة، كانت هناك براغيث غير مرئية تتشتت فوق جلده وتغرس أشواكها فيه، فيحكها وباقي النزلاء يضحكون عليه، ولكنه لا يأبه. يضطر لخلع ملابسه ويقف عارياً، وهو يهرش جميع اجزاء جسده، رقبته وإبطيه وتحت خصيته، وبين فخذيه وداخل إليته، والنزلاء يقهقهون، يقول أحدهم "ادخل أصبعك في تلك الفجوة لقد رأيت شيئا يعبر إليها" ويضيف آخر "يا لها من فجوة كبيرة، أوسع من فرج عاهرة" يقهقهون ويقول ثالث بدهشة "هل كنت لوطياً؟"، لكنه لا يأبه. ثم ينفتح باب الزنزانة ويقوده شرطي إلى مرحاض جانبي متهالك، ويعطه جردل ماء بلا آنية للقف الماء، يستخدم أبكر كفيه للقف الماء ويغسل جسده الذي يلتهب محمراً، "إنه لا يتحمل هذا الوضع" يقول أحد النزلاء بعد عودته إليهم. فينتفض أبكر ويقفز ممسكاً بقضبان كوة باب الزنزانة ويصرخ برعب "اخرجوني من هنا..لا لن أتحمل.." يبكي بهستيريا..فيقول شرطي "توقف عن الإزعاج وإلا ضربتك"..لكنه لا يتوقف، فيضيف الشرطي، "علقوه على المروحة" ويرى أبكر الدنيا تدور من حوله... فيصيح برعب "توقفوا .. الدنيا تدور من حولي" يرد أحد المساجين من الداخل "جيد..لقد أصبحت مركز الكون" فيقهقه الباقون.
يتعاقب الليل والنهار عليه، ويعتاد على حياة السجن. ينظر للأفق ويفكر، "يجب أن افعل شيئاً..ولكن ما هو"...يتذكر قدم عواطف، يتذكر ذلك الإنزلاق اللحمي ، فيخفي يده من زملائه داخل قميصه ويمررها من داخله إلى داخل بنطاله حتى يبلغ بين فخذيه ثم يغمض عينيه،...

(تمت)
* البنشر، مكان تصليح السيارات.
* طفش: هرب.
* الرقشة: دراجة نارية بثلاث عجلات ذات صندوق لحمل الركاب..أما التكتك فلحمل البضائع الصغيرة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى