صلاح عبد العزيز - الآخر..

ليس لى غير الرصيف المقابل
رجال البريد يعرفون ذلك
ومع ذلك يتأخرون
رجل بريد حمل قبلة منذ صباح بعيد
وتوارى
سنوات وأنا أبحث
أخبرتنى العصافير
أخبرتنى الرياح
أخبرتنى الأشجار
وها أنا اطارد لص البريد
على أغلفة القصائد
*
بدون متاعه
وعاريا منى
من فارقنى
طويلا
حتى أن نصف شارع لم ينم
عندما جاء
ومدينة بعيدة تقلبت فى الجمر
واتقدت مصانع الدمع
ما المعنى إذا كنت أنا
من يعود إلىّ
*
قديما وقديما جدا
أنجزت خيالاتى
كشجرة محنطة فى فناء
أعرف أن عصافيرها الهاربة
ستعود مع الدهشة المتوحشة
فى رغبة العناق
كأى طائر فى انسيابية قطار
يصتدم بى
*
الدخان لم يكن حريقا
رطوبة الرئة تفتح للعرق
مجرى نهر سريع
وعندما يغمرنى الماء
تنكسر حلقة حول عنقى
ومن رماد سجائرى
تتكون جزيرة
فأشعل حريقا هائلا
وأجفف ملابسى
*****
صلاح عبد العزيز - مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى