محمد عارف مشّة - التمثال.. قصة قصيرة

وجهي المعلق كان حزينا . اقتربت منه بكرسيّ المتحرك ، مازحته . قلت له طرفة . ازداد عبوسه . أشاح وجهه عني . سألت وجهي إن كان غاضبا مني . أغمض عينيه وكظم غيظه . نما غضب في داخلي . تجاهلته . تراجعتُ للوراء . لمحت طيف ابتسامة على شفتيه . رأيتُ فرح بعادي عنه . سرحتُ بنظري الى البعيد فوجدتُني أتذكر أشياء لا أحب تذكرها ، تحركت بكرسيّ ثانية ، اقتربت منه . ألصقت وجهي بوجه ، تأفف وجه غضبا ، توسلت له مصارحتي ، واصل وجهي حزنه ، واصلت غيظي ، حملت إطار اللوحة ، حادثتني نفسي أن ألقي بوجهي أرضا ، طردتُ الوسواس الخنّاس ، توسلتُ أن يِخرج وجهي من اللوحة . رفض . توسلتُ أكثر ، زاد عناده . تكبّره ، شددت وجهي من عنقي ، هددتُ بنزعه من اللوحة وإعادته لي ثانية ، رفض ، انفجر غضبي ، مسكتُ وجهي من أنفي ، ابتسم سخرية ، صرختُ حنقا ، فتحولت الكلمات لحروف متناثرة ، أين لساني ؟ صرخت . لا لسان في فمي ، صرخت أكثر ، تحولت صرخاتي لضحكاته . صراخ . صراخ . ضجيج ضحكات . وضعت يدي قرب أذني ، ضجيجه يزداد ، لم أجد أذنيّ ، أغلقت فمه ، خُرستُ ، ماتت كلماتي ، زاد ضجيجه . تعنته ، شماتته ، لعناته ، سلبه حقي في الكلام والدفاع عني ، أنا صاحب الحق بوجهي ومن حقي التصرف به كيف أشاء ، وجهي يتمرد عليّ .
ازداد صراخي . ازداد جفاف حلقي . ازداد اشتياقي لوجهي ، لملامحي : أعيدوا لي وجهي ، وما سمع صراخي أحد .
  • Like
التفاعلات: عذري مازغ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى