علي حسين - هوية فرنسا من برميل سارتر إلى ذاكرة برودل

لم اتمكن من زيارة باريس ، لكني تعرفت عليها وشاهدتها مرار وحفظت خريطتها جيدا ، ومزاج اهلها منذ ان قرأت بؤساء فكتور هيغو وتعلقت باعمال بلزاك وسحرني ستندال وفلوبير ، وشغفت بروسو وفولتير ، وحفظت ما كتبه سارتر وكامو وسيمون دي بوفوار وفرانسو ساغان . أحببت خفايا باريس وانا اقرا عنها في كتب جان جينيه وقصائد بودلير وخطايا الماركيز دي ساد ، وكنت اتنقل ما بين موباسان واندريه جيد وسانت اكزوبري واميره الصغير ، ونساء اميل زولا ، وحديقة اناتول فرانس ، وسحر جان كوكتو ، وهلوسات اندريه بريتون ، والرواية الجديدة التي قادتها ناتالي ساروت مع روب غريبيه ، وفرسان الكسندر دوماس ، ومغامرات جول فيرن فوق سطح القمر . واتذكر كم كان بلزاك يحب شوارع باريس .. وكيف كان روسو يتجول ليلا وهو مشغول البال باحوال الناس ، وكيف أصر فولتير ان يعود اليها برغم غضب لويس السادس عشر عليه ، فعندما طال الغياب عن باريس اكثر من ثلاثين عاما قرر فولتير العودة ، وعلى بوابات العاصمة وقف رجال الشرطة يفتشون عربته ، وفوجئ احد الجنود بصوت نحيل يقول له : لاشيء في العربة مخالف للقانون إلا أنا ، ضحك الجندي وهو يقول "أهلا مسيو فولتير، تفضل ان باريس كلها بانتظارك."
وكنت أعتقد في شبابي انه يكفي ان يقرأ الواحد منا كتب الفلسفة الفرنسية حتى يصبح فيلسوفا ربما يناطح المرحوم ميرلو بونتي . وكنت اتخيل باريس مدينة مليئة بالالوان التي كان ينثرها ديلاكروا ومن بعده رينوار ومانيه ، وشاغال وبيكاسو وماتيس وسيزان وجورج براك وسلفادور دالي وعشرات غيرهم ضجت بهم مقاهي هذه المدينة الساحرة ، التي استقبلت ديغول بهتافات النصر وحملته على الأعناق ، لكنها خرجت عليه بعد سنوات في اكبر تظاهرات قادها الطلبة عام 1968 والتي انتهت باستقالتة .
في الستينيات انتج فيلم سينمائي بعنوان " هل تحترق باريس " شارك فيه جان بول بلموندو وأوروسون ويلز، وآلان ديلون، وكيرك دوغلاس، وإيف مونتان، أنتونى بيركنز، وجيرت فروب الذى لعب دور جنرال الألمانى يرفض حرق باريس ، حيث تلقى أمرًا من هتلر بأن يحرق المدينة . غير أن الجنرال الالماني لم يستجب للأمر، وبعد ٢٢ سنة، عاد إلى باريس، بدعوة من شركة إنتاج فيلم سينمائي ، ليروي ما حدث، ففي السابع والعشرين من آب طلب منه رئيس بلدية باريس مقابلته حيث أخذ يرجوه بألا يحرق العاصمة الفرنسية . وأثناء حديثه، انتابت الجنرال نوبة ربو، فأسرع إلى النافذة ليستنشق الهواء . وبينما هو واقف ينظر إلى الخارج اشار رئيس البلدية إلى كنيسة سانت شابيل ومتحف اللوفر وأبراج نوتردام، وقال له بلهجة مؤثرة: انظر إلى تلك المبانى الرائعة يا سيدي ، وافترض إنك قد تعود إلى هنا بعد سنوات لتقول: كنت قادرًا على محو ذلك كله، لكننى انتصرت للإنسانية وفضلت ألا أفعل، أليس هذا انتصارًا أكبر؟.
اقتنع الجنرال وامتنع عن تنفيذ أمر هتلر. وتحقق ما قاله له رئيس البلدية وعاد إلى باريس ليحكى قصة انتصاره الأكبر، وحين مات نشرت الصحف الفرنسية خبر وفاته تحت عنوان " الرجل الذى لم يحرق باريس"
في عاصمة ديكارت، الذي أعلن "أنا أفكّر، إذن أنا موجود" والتي ظل فيها صمويل بيكت ينتظر غودو وهو يقرأ لجيميس جويس آخر الفصول التي كتبها الاديب الايرلندي من ملحمته الشهيرة " عوليس " ، فيما كان مارسيل بروست ينتهي من خط الصفحات الاخيرة من زمننا الذي يتسرب من بين اصابعنا ، فاطلق عليه " الزمن المفقود " .. في باريس هذه استطاع جان بول سارتر ان يطبع العصر بشخصيته التي كانت حاضرة في كل مكان ، وبفلسفته الوجودية التي اتسع جمهورنا ، فتجاوز حدود فرنسا ، وعاش سارتر باعتباره رمزا وملخصا لعصره ، كرس الهيبة والهيمنة للفلسفة اللتين كانا ينعم بهما الادب قبل ان يظهر سارتر للساحة .
يكتب ادغار موران ان الوجودية السارترية هي :" إيديو لوجيا حنين في مرحلة ما بعد المقاومة " ، وسارتر نفسه يؤكد ذلك :" الحرية والحياة تبدان على الناحية الاخرى من الياس " والوجودية كما ارادها لها صناعها هي فلسفة للعمل الواضح لا تكون فيه الحرية مجرد احتمال ، بل على العكس تتحقق على نحو ملموس في الالتزام .. وسيقوم الادب وبخاصة المسرح بخدمة الفلسفة في التبسيط والتعميم الشعبي لمشروعها ، فقدم سارتر الذباب وجلسة سرية وقدم كامو سوء فهم والعادلون وقدم جبريل مارسيل ، رجل الله ، الى جمهور لاعلاقة له بالفلسفة ، وعن طريق عبارات اصبحت ايقونة العصر " الاخرون هم الجحيم " . في مقهى الفلور سيثير منظر سارتر بغليونه وهو يجلس منشغلا بكتاب في يده .. لا وجود سوى لفنجان قهوة ، وسيمون دي بوفوارمنشغلة عنه بالقراءة ، انتباه زبائن المقهى الذين يحدقون اليهما ويتهامسون . في تلك السنوات استطاعت الوجودية ان تجتذب الشباب الذين سيطلقون على انفسهم " وجوديون " ، وقد اصابت الوجودية وترا حساسا عند الفرنسيين ، انها مرحلة ما بعد الحرب فقد اكتشف قراء سارتر انه ينبههم الى الكوارث التي تحيط بهم ، ويعرض لهم الواقع بوجهه الاكثر وحشية ، وان فلسفته هي اعتراف بالوضع الانساني المرعب والسخيف ، لكنها رغم ذلك تصر على اعلاء مبدأ حرية الانسان واختياره طريقة عيشه .. إلا انها بالمقابل اثارة حفيظة اليمين المسيحي ، فبعد ان كان الشيوعيون يطلقون على سارتر وصف " خادم البرجوازية " ، اخذ المتدينون يصفون كتاباته بانها اشبه بالفضلات .. في فرنسا وبعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة النازية ، لم تعد الخيارات السياسية القديمة قادرة على تقديم أية حلول في نظر المثقفين والكتّاب والفنانين وسيكتب ألبير كامو :" الماضي مات من أول طلقة في الحرب العظمى " ، كان الجميع يرفع شعار : الوسيلة الوحيدة لحب فرنسا هذه الأيام هو أن نكرهها في شكلها الحالي " ، في هذا الجو سيظهر كتاب ألبير كامو " الإنسان المتمرد " الذي نشر عام 1951 واعتبر حين ظهوره إسهاماً بارزاً في النظرة المتمردة الى الحياة ، واعتبره آخرون فهماً جديداً للفكر الفلسفي الذي يجب أن يتصف بالحيوية والنقاء .
وفي المقابل اطلت البنيوية برأسها من خلال كتابات ليفي شتراوس ورولان بارت وميشيل فوكو ، وقد قدمت البنيوية نفسها على انها الفلسفة التي يمارس من خلالها نقد عارم للنظم القائمة سواء كانت ثقافية ام سياسية ، فيما كان فيلسوف اسمه لوي التوسير منهمك في تشذيب افكار كارل ماركس وتخليصه من الاشتراكيين الذين لا يرون فيه سوى وجه المنظّر السياسي ، منبهاً الى ان السير في هذا الطريق سيؤدي الى ضياع ماركس الحقيقي .. فينشر كتابه المهم " قراءة رسل المال " الذي يكتب فيه:"ان العودة الى ماركس فيلسوف التقنية والاقتصاد والاجتماع ، أمر في غاية الإنصاف، لأنه يعيد الاعتبار الحقيقي لهذا المفكر الإنساني الكبير ."
كانت هذ الفلسفات قد مهدت لانتفاضة الطلبة عام 1968 والتي عمت باريس ، حيث وجد سكان العاصمة الفرنسية عبارة " تغيير الحياة " على معظم جدران المباني الباريسية ، وفي الوقت الذي كان فيه سارتر يشارك الطلبة احتجاجاتهم ، وتنشر الصحف الباريسية صورته وهو يقف على برميل يخطب بالطلبة ، كان هناك فيلسوف يعيش في امريكا ، اصبح كتابه " الانسان ذو البعد الواحد " الاكثر تداولا بين الطلبة الفرنسيين ،والكتاب يفسر لماذا على الطلبة ان يغضبوا ويقودوا التغيير ، ويغذي فيهم روح الثورة والسخط على الاوضاع ، حيث يحتل النقد الاجتماعي والسياسي الجانب الأكبر في تفكير ماركيوز ويشغل العدد الأكبر من معظم صفحات كتبه ، ولا يقتصر النقد على نظام معين، بل انه ينتقد كل النماذج الموجودة سواء كانت رأسمالية او اشتراكية ، وهو يرى ان الاحادية هي مرض العصر ، فالانسان ذو بعد واحد في المجتمع الراسمالي الحديث ، وفي التطبيقات الاشتراكية التعسفية ، ان البعد الواحد باختصار هو سمة العصر الحديث في أشد صور بؤسه وانحطاطه . كانت وسيلة ماركيوز لكي يقدم نظريته عن انسان البعد الواحد ، ان يعيد قراءة اعمال ماركس الشاب ، الى جانب اعادة تفسير افكار فرويد ليمزجهما مع كتابات نيتشه بحيث تنتج فلسفة جديدة تلائم روح الحاضر ، فماركيوز يؤمن بأن الآلة في المجتمع الرأسمالي تتطور لتقلل جهد العامل والعقول الالكترونية والسفر الى الفضاء ، لكن هذا المجتمع الذي يُسمى مجتمع الرفاهية او الوفرة ، هو مجتمع زائف ، لماذا ؟ يُجيبنا في كتابة " الانسان ذو البعد الواحد " قائلا: التكنولوجيا توفر ، لكنها تفرض نوعا جديدا من الاستبداد " المقبول " ، فالمجتمع الصناعي وبسبب تطور التكنولوجيا يعطي مزيدا من الوقت الفارغ ، ولا يعطي الوقت الحر ، وهو يمنح ابناءه مزيدا من الفراغ ، لا مزيداً من الحرية ..
ويحلل ماركيوز ظاهرة حلول التكنولوجيا محل الاستبداد ، بان مجتمع الوفرة يشدد قبضته على الانسان بوسائل علمية حديثة ، بعضها منظور وبعضها مخفي وأخطر من كل هذا انه يجعل الانسان يقبل الاستبداد مقابل بضع مواد استهلاكية .
في هذه المدينة " باريس " كتب واحدا من أكبر المؤرخين "في القرن العشرين " فرنان برودل " كتابا ممتعا بعنوان " هوية فرنسا " صدر عام 1981 وترجم الى العربية عام 1999 ليصدر بثلاثة اجزاء عن المشروع القومي للترجمة في القاهرة بترجمة بشير السباعي والكتاب تتجاوز صفحاته أكثر من ألف وخمسمائة صفحة ، يخبرنا المؤلف ان اراد لكتابه ان يكون اشبه بمحاورة حول فرنسا ، التي وصفها استاذه عالم الاجتماع الشهير لوسيان فيفر، بان اسمها اي فرنسا هو التنوع " ، وهذا التنوع يفوق التصور حسب بروديل وهو ما يجعل " جغرافيتها المتنوعة بدرجة لا نصادفها إلا في عدد قليل من بلدان العالم " وهي تكشف باصرار عن طابع محلي خاص بشكل غير عادي وعن " موزاييك من المشاهد الطبيعية والتضاريس التي تتميز بتنوع لايمكن مصادفته في اي مكان آخر " ويحاول برودل ان يؤكد ان هوية فرنسا إذا كانت تتميز عن العديد من الهويات في قارت اوربا ، إلا انها تتميز ايضاً بكونها هويات تلاقت وتعايشت على مدى أزمنة طويلة لتشكل في النهاية هواية واحدة وان كانت متشعبة ، إلا ان عظمتها وميزتها الكبيرة في هذا الوعاء الذي يحافظ على كل هذا التنوع .
وفرنان برودل في موسوعته هذه لايهتم بتقديم تاريخ الملوك والحكام والحقب السياسية والحروب التي جرت على ارض بلاده ، فهذه برأيه يمكن المرور عليها سريعاً ، فهم يهتم اولا واخيرا بحياة الناس العاديين وتاريخهم ، وكيف يبنون مجتمعهم .. ولماذا تنشا المدن ؟ وكيف تنمو الصناعات وتزدهر التجارة والزراعة ، ودور الناس في ازدهار القرى والمدن ، والعلاقات الاقتصادية بين الجميع ، ولهذا نجد بروديل يفتتح كتابه بعبارة لجان بول سارتر تقول :" تنساب سيرورة صنع التاريخ دون وعي من التاريخ بها " . ونجده ينوع عناوين كتبه بناء على هذه المقولة : " المكان والتاريخ " ، ويضمن فصول بعنوان فرنسا اسمها التنوّع ، و تماسك الاستقرار في المكان ، والذي يطرح فيه سؤالا مهما هل جغرافية فرنسا هي التي خلقتها ؟ لنجد الاجابة في الجزء الثاني من الكتاب والذي يضع له عنوان "الناس والأشياء " حيث يبحث من خلال الاجابة عن عادات سكان فرنسا منذ ما قبل التاريخ الى العام ألف، ثم من العام ألف إلى لحظة نهاية الكتاب عام 1981 ، وقد كان ينوي ان يضع له اجزاء اخرى لكنه توفى عام 1985 ، قبل اكمال باقي الاجزاء .
ولد فرنان برودل في عام 1902 في قرية في شمال فرنسا ، قرب الحدود البلجيكية.. تخبرنا سيرة حياته انه وقع في الأسر اثناء الحرب العالمية الثانية وعاش بعدها في الجزائر عشرة اعوام ، وفي الأسر اكمل رسالته للدكتوراه التي كانت بعنوان " البحر المتوسط وعالمه " وهي رسالة ضخمة نشرت بعدة اجزاء وضع فيها اساس فلسفته ومنهجه في كتابة التاريخ .. نال الدكتوراه عام 1947 .عام 1946 شارك مارك بلوخ ولوسياف فيفر في اصدار مجلة " الحوليات " التي ستصبح اشهر مجلة في دراسة التاريخ ، عمل استاذا في الكوليج دي فرانس ، بعدها مدرساً في مدرسة الدراسات العليا ، وقبل وفاته اختير عضوا في الاكاديمية الفرنسية تقديرا لجهوده في مجال البحوث التاريخية الحديثة .. ويعد كتابه الشهير " الحضارة المادية والاقتصاد والراسمالية " ،صدرت ترجمته العربية عن المركز القومي للترجمة بثلاث مجلدات قام بترجمتها مصطفى ماهر ، من اهم كتبه وقد ترجم من كتبه اضافة الى هوية فرنسا والحضارة المادية ، كتاب قواعد لغة الحضارات ، وكتاب ديمومة الراسمالية وكتاب البحر المتوسط وعالمه ..وجميع هذه الكتب يسعى فيها بروديل النظر إلى التاريخ نظرة تجمع اشياء الحياة كاملة ، فلا هي تقتصر على الحكام والملوك والقادة وتاريخ الحروب واصحاب النفوذ والقوة ، ولا تكتفي بالإحاطة باحوال الفقراء والناس البسطاء ، بل هي تحيط بطوائف المجتمع المختلفة وحياتهم اليومية وهمومهم الكبيرة والصغيرة ، وهو يريد للتاريخ ان يكون تاريخ بشر بمثل ما هو تاريخ امم وبلدان مؤكداً :" إن الهدف السري للتاريخ، ودافعه العميق، ليس شرح وتفسير ما هو معاصر" . ولهذا نجده في معظم مؤلفاته يعطي اهمية للدور الذي تلعبه العوامل الاقتصادية والاجتماعية في صياغة تاريخ مجتمعاتها وفي صياغة " قواعد الحضارات " ، برودل الذي ولد في احد القرى ظل مرتبطا جدا بأصوله الفلاحية وكان يردد " أنا مؤرخ من أصول فلاحية ".. درس التاريخ بلغة ادبية جميلة وان كانت عالية في بعض المواضع ، ونأى بنفسه عن الاستعلاء الذي طبع كتابات بعض المؤرحين الغربيين. كان منشغلاً بفكرة تقول أنّ علم التاريخ هو : "العنصر الذي من دونه لا يمكن لأيّ وعي وطنيّ أن يتشكّل، والوعي الوطنيّ الذي من دونه لا يمكن لأيّ ثقافة أصيلة أو أيّ حضارة حقيقيّة أن تتشكّل" ، وعلى الرّغم من مرور عقود على كتابته، تكمن أهميّة كتب برودل برؤيته للتاريخ كعمليّة شاملة تدخل فيها الجغرافيا والاقتصاد وحياة الناس اليومية إلى جانب الحكومات والجيوش والحروب والسياسية. ولهذا فالتاريخ عنده ليس تسلسل عهود وحضارات ومواقف ، بل هو نتاج الدورة الشاملة للحياة التي تؤدّي فيها كل من الثقافة والاقتصاد والجغرافيا أدواراً معينة .
وقد اثارت اراء برودل وكتبه الكثير من الجدل وخصوصا فيما يتعلق بموضوعة الهويات وخصوصيات كل حضارة ، حتى ان البعض اعتبره احد اهم المرجعيات التي بنى عليها صموئيل هنتنغتون كتابه الشهير " صدام الحضارات" .
مات فيكتور هيغو منتصرا ، بعد أن رأى تأسيس جمهورية كان يتوق إليها ، بينما عاش سارتر باعتباره مؤرخا ثقافيا لمرحلة لا تزال تلقي بظلالها على المشهد الحضاري





L’image contient peut-être : 3 personnes, personnes assises et plein air
أعلى