قحطان جاسم - الشاعر بنجامين مولويزي.. الشاعر الذي بقي ثوريا حتى اخر لحظة من حياته..!

احيانا يشعر المرء بفقر ثقافي كبير رغم انه يعتقد أنه قاريء جاد ومتابع لشتى حقول المعرفة والادب.. الامر الذي تابعته خلال اكثر من اربعين عاما وبصورة منظمة لساعات يوميا.. الا ان الواقع جدير بكشف عوراتنا وضعفنا وحقيقة ادعاءاتنا.. وهذا ما اكتشفته اليوم وانا اختبر معرفتي عن الشاعر بنجامين مولويزي، فطرحت سؤالا عنه على صفحتي طالبا أن يُدلي البعض من لديه معرفة بمعلومة عنه.. وكنت قد فشلت في العثور على شيء سابقا عنه ، لانني لم اكن امتلك سوى اسمه الثاني وبالحروف العربية ..وقد ساعد بعض الاصدقاء بالبحث وتقديم اسمه لي .. فرحتُ منذ صباح هذا اليوم اقرأ واتابع وابحث عن هذا الشاعر، فأكتشفت، ويا للفضيحة، انه احد الشعراء الافريقيين المهمين، اعدمته سلطات التمييز العنصري في جنوب افريقيا عام 1985، لاطلاقه النار على احد شرطة الابارثايد الذي سقط على اثرها قتيلا..و رغم ان كل دول العالم ومن بينها الاتحاد السوفييتي آنذاك والولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربي حذروا من تنفيذ حكم الاعدام بالشاعر، الا ان نظام القمع في جنوب افريقيا آنذاك وجد في الشاعر خطرا كبيرا على وجوده، وقام بتنفيذ حكم اعدام الشاعر شنقا حتى الموت.. بقي مولويزي ثوريا فعلا وفكرا وادبا ..ورأى في تحرير الزنوج من الاضطهاد واللامساواة في جنوب افريقيا عنصرا مكملا لادبه وشعره...وناصر بكل قوة المضطهدين والمحرومين في بلاده وكل العالم، ولم يتخل عن هذا الموقف حتى وهو يواجه الموت شنقا، بل كتب واحدة من القصائد التي اهاجت الجماهير في جنوب افريقيا واشعلت انتفاضة على امتداد البلاد، التي تحولت الى اغنية يرددها كل مواطن مناصر للحرية..كم نحن بحاجة الى أمثال هؤلاء الشعراء اليوم في ظل الخراب والفساد والموت والمساومة .. ارفق آخر قصيدة رددها قبل اعدامه دون ترجمة، خوفا من ان تفقد شيئا من حرارتها الشعرية وحسيّتها الانسانية ..
“I am proud to be what I am…
The storm of oppression will be followed
By the rain of my blood
I am proud to give my life
My one solitary life.”
-Benjamin Moloise (1985)

مشاهدة المرفق 14625
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى