أشرف قاسم - هذي بلادُكِ يا ابنتي..

للنهر- سيدتي- أنينُ النَّايِ
للقلبِ النشيجُ !
وليَ انكسارُ النظرةِ
الخرساءِ
والصمتُ / الضجيجُ
هذا دمي
فوق الموائدِ
مُهرَقٌ
وحدائقي لا زهْرَ فتَّحَ
في خمائلها
ولا انتشر الأريجُ
والحزنُ سِربُ سنابكٍ
تخِزُ الفؤادَ
فلا ربيعُكِ أزهرت أغصانُه
- تلك التي شربت
دماءَ العاشقين
الذَّائبين محبةً منا –
ولا عاد الصباحُ
على مشارفِنا
يموجُ!!
الآن
تسألني ابنتي:
مَن يملكُ الوطنَ؟
الذي رسم الصباحَ؟
مِدادُهُ دمُهُ المُراقُ؟
أم الذي
احترفَ التجارةَ
في مصائرنا؟
أنحنُ؟
أم
العُلوجُ؟؟
* * * *
لِلنهرِ -سيدتي-
أنينُ النَّايِ
لِلوردِ
الذُّبولُ
وليَ المسافةُ
بين حُلمي
وافتراشِ دمي
على رمل الطريقِ
وحَفْـنـةٌ مِن حِنطةٍ
بقيتْ لِعامِ مجاعةٍ
وأنا ويوسف
دمعتان
وحيدتانِ
ووجهُ يعقوبَ الحزينِ
إزاءَ تنكسِرُ
الخُيولُ!
* * * *
هذي بلادُكِ
-يا ابنتي-
حتى ولو كرهَ
الذين استمرئوا
أنْ يسرقوا منا
الـوطـنْ !
هذي بلادُكِ
-يا ابنتي-
تُهدي إليكِ سلامَها
في " قالبِ الحلوى "
وفي " كوبِ اللَّبنْ "!
أدِّي التحيَّةَ
للِشهيدِ
فإنه ضحَّى لِكي
نحيا غداً
هذي بلادُكِ
-يا ابنتي-
والأدعياءُ غداً
تُجَمِّعُهم
صناديقُ العفَـنْ!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى