مهند صلاح - رغيف الصبر

العابرون نحو الشمس
لا يجيدون إمتطاء ملذاتهم
لذلك
يموتون بشغف ؛
يعتصرون أسماء أبنائهم
كي يولدوا برائحة الفقراء .
الفقراء طبعا .
لأنهم أبناء الله ،
فالحسين لم يترك خلفه
سربا من اليتامى
بل أيقظ جيشا من الخلود ؛
يملك يدا
كلما إقتربت الحروب
تراها تربت على قلوب أبنائنا
فيعلنون إنهزام المدن
قبل أن تدنسها الشفاه ..
( مصطفى )
ترك تحت وسادة الحياة
أبا بقلب مثقوب ،
و أما لا زالت تنتزع من خاصراتها
مخاض الأيام ،
و إخوة يحملون على جباههم
إشارات السماء ؛
و ترك في ( مجتبى )
ذاكرة مليئة به ؛
لذلك
كنت كلما أحسست بموته
أراه يولد في خارطة الأيدي ؛
فتنشطر من نافذة فمي
قصائد بلون الجوع ؛
أهذب حروفها
فتبتل أصابعي بدخان مصطفى
و هو يملأ ( تكريت )
ببخور ( السومريين ) ؛
مذ ذاك
و ( البردي )
هجر الأهوار
ليكون ملاذا للخائفين .
( يا وحيف الموت لا تنده منيته
ادينه ازغار و بعيدة بجيته
أخاف امنأيدك يروح
و بعده تفزز جروح
جانت نايمة و متريد أذيته ) .
الجوع
صنع من أيامهم
أرغفة للصبر ،
كلما ناولتهم الأيادي تمر البكاء ؛
لاذوا بزينب
كي تشبعهم برائحة الحسين ،
و تهب من صوتها
صدقة لآذان الطغاة .
جرب
أن تتمرد بكرسيك
على ذوي ( الشهداء )
لتعلم حينها
بأن يد الله
ستدفن بذورك
حتى الرمق الأخير ،
و تشعل في قصور ( يزيدك )
نارا من الرزايا ؛
عندما خرج ( الحسين )
لم يقف في ناصية الجيش
ليتسلق على جثث الشهداء
و يعتلي ( كرسي ) الحكم ،
بل
فتح من سماء دمه
ثورة
كلما انبلجت غيومها
نكون قادة و لسنا عبيد .
كم ( حسينيا ) مزيفا
صنع من جثث الموتى
سلما كي يعيش ؟!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى