موسى حوامدة - سوريانا..

يا ربيعية الضحكات
خريفية الجنون والخيال
أيتها العاشقة المتقلبة الدم والهواء
حلمك سحاب يقطع رأس البخار
على ساحل الغربة
وبيتك ضيق لا فراغ فيه ولا رذاذ
فتبثتي من حلقة الباب
واحكمي غلق البحر على جسدي
وبالمزلاج المعدِّ للغرباء
اغلقي رتاج عمري بيديك
ولا تتعمدي تشويه الخاتمة.
طيران فوق صفحة السماء
وهبوطُ فاجعةٍ من خلف التلكؤ
يسري في دم الهواء
يرشًّ الكون باللعنات
ويَقدحُ ذمة الكحول
والخريفية تتهجى لغة الردفين الآرامية
بعينين ناعستين على "باب الهوى"*
من قطعة أرض سماوية انزلقت على الأرض
سوريا كانت حلم الإله الأول
ليولد فيها آدميون يشبهون الفكرة الطازجة
مرت الخارطة من بين يدي الحاجب
ولم ينقل بقية الفسيفساء
وكان الرب مشغولا بممالك سرية
وهو يمضى دردشات كثيرة مع أولياء لم يصلوا إلى مرتبة النبوة
وغانيات مقبلات على الورع
فأعطى كلمته للحاجب دون مراجعة الشكل النهائي للأرض
بقيت سوريا وحيدة على جانب طاولة الخلق
ولم تهبط مع التميمة الأولى
ولما أفاق البناؤون
لم يجدوا الجرأة
لمراجعة الله في خلقه
فتركوا سوريا بين يديه وصنعوا العالم الناقص.

القاهرة
10-2-2020

* باب الهوى معبر الحدود بين سوريا وتركيا.
أعلى