حسين الباز - عن النقد والناقد..

قرأت تعليقا لأحد المشايخ لا أفضل ذكر اسمه بأن الناقد ينبغي أن يكون متخصصا، لأن النقد كقاعة جراحية تحتاج لطبيب جراح لا إلى ذواق! ولم ينتبه بأنه بتشبيهه هذا قد جعل من النصوص مرضى في احتضار
وأقول لو كان شبه النقد بمتحف فني، فهو لا يلجه غير الذواقين وكل منهم يقرأ اللوحات حسب ذوقه، وبالتالي تصبح قيمتها في ازدهار
لم يكن النقاد الأكادميون أصحاب الشهادات في عهد عباس محمود العقاد الذي بنى نفسه بنفسه لينبسوا ببنت شفة، ولهذا وصلت إلينا العبقريات بتحليلها العلمي الذوقي النفسي، دونما مصطلحات تعيق الفهم وتزيد النصوص غموضا، مع أن النقد لزيادة الفهم لا لإبطاله
..ولا أقصد بأن النقد محطة عبور لكل عابر قراءة وإن كان من ذوي الشهادات، ولكن يكفي قارئ جيد يتقن التذوق بأن يفكك النص ويحلله، بل ويستخرج مصطلحات جديدة كل مرة، لأنه لا يليق بالأدوات النقدية التنقل من نص لنص ومن ناقد لآخر، فهذا يترك فينا انطباعا بأن النصوص متشابهة والنقاد أيضا، مع أن الإبداع يختلف من منتوج لآخر، ومن مبدع لآخر
.. يستنسخ بعض النقاد الكسالى عن بعضهم البعض، هي عملية جراحية روتينية وسهلة، يحط أمامه الأدوات الجراحية /المصطلحات/ فيقص ويذبح ويخيط وما أن يرى النص لا يزال يتنفس حتى يعلن نجاح العملية، وبنفس الأدوات يعالج نفس النصوص (المرضى
..هناك ثلة من النقاد الأكادميين يزيدون على خبرتهم ذوقهم الفني، أولائك رضيت عنهم الأعمال الإبداعية ورضوا عنها
أعلى