د. محمد الدفراوي - أرجوك تكلم معي

في الغسق لايهزها شيء ، فكل ما هزها مضي ...
جذبت المقعد الخشبي بالقرب من اقدام بقرتها ، متكورة نصف دائرة ، خالية الإ من السر الدفين ، بنت السادسة و العشرين ربيعا، الصماء ، البكماء ، علمتها العجمة الإشارة و الكتمان ، تعيش مع ابويها ،و اخوتها علي حافة القرية ، حيث تحيا ولا تستعجل شيئا ، تمتعت بوجه ريفي حلو ، يرقد في عش من شعر متموج أسود ، و شفتين تنفرجان بغمغمة تنتمي إلي أهزوجة أيوب الصبر * .. منذ اشرق في قلبها فجر الحب الكاذب أحاطت نفسها - بعدما ارتكتب خطيئتها في غيط الذرة - بستار منسوج من الخطايا و الصمت ، انغمست في وجعها حتي عجزت بانكسار مؤثر ان تخبر أحدا بمصيبتها .. مخيفة ألسن الناس !
أومأت مستنكرة : لم يكون المرء منبوذا لذنب يغفره الله ؟
عجزها الخشن يزهو ، يلبسها حيرة طفل و اياما غير متجانسة .. لكنها تتمتع بقدر من السماحة الفطرية لايسمح لها بإظهار تذمرها ، و حين تخلي الذيب ، احتفظت بفضيلة الهدوء .. منذ الطفولة توغل مع الضرع بالحديث ، فيلهب عقلها و خيالها .. قررت ان تخبيء قدرها .. لن تشير لأحد بشيء .
فبكارة روحها لا تفضها أقاويل و لا إشارات ..
و في السماء وجدت متسعا ! حيث لا يتدخل أحد في حياة أحد .
ثم مضت !!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى