محمد عكاشة - عبدالمهيمن

رفَعتَ طرف الجلباب والتقمته فبان السروال الواسع، المثقوب بعدة ثقوب من جراء (طفية) السجائر اللف، وأنت جالس "مشلح" كى لا يتسخ جالسون على كوم.. الردم.. الذى يجمعكم كل ظهر، أنت وصحبتك، أو كما تقول أمك، أنت و(عجولك). رفعت الجلباب فبان السروال والحزام الصوف الملفوف حول خصرك، يتدلى طرفاه بين فخذيك، تخطو فى عجلة، يهتز ويتطوح يمينا ويسارا، تهرول وتسبقنى بعدة خطوات، رغم تعثرك فى (بُلغة) قديمة مثقوبة من الأمام تظهر أصابع قدميك، وكلامك الزاعق الفاضح – حينما أنهرك – بعدما يفيض الكيل. تقع منكفئا على راحتى يديك، تلتفت إلى بوجهك الأسمر ذى الملامح الجامدة وتصرخ:
(إنك لن تستطيع معى صبراً)
عبد المهيمن ابن (زكية غوايش) هكذا (صيته) فى البلد منذ كنا صغارا نلعب فى (مسقة حوض الخانية) نعوم حتى غياب الشمس، يضرب الغطس ولا يقب إلا بعد مسافة كبيرة، نحسبه ساعتها قد شرب الماء وغرق، يتسابق مع من لديه الجرأة أن يغطس أكبر مدة من الوقت، دائماً ما كان ينتصر علينا حتى علمت منه كيفية فعل ذلك. مسقة حوض الخانية الملاصقة للبلدة من ناحية الشرق، كانت ملتقانا. بهائمنا الراقدة تجتر فى انتظار العودة. نفك السلبات من الأوتاد ساحبين الرؤوس. أما هو بعادته التى ظللنا نضحك عليها وكل البلدة، والتى ظل يفعلها حتى وقت قريب. يشد قرن الجاموسة لأسفل فتهبط برأسها ليضع قدمه عليه، يصعد ظهرها مدليا رجليه، راكبا عليها كفيل صغير. حينما يصل إلى شارع المجاز الضيق والذى لا يسمح بمرور جاموستين متقابلتين – ينادى بأعلى صوته (ارجع ياللى جاى) يركبها ماسكا (بالجوزة) نافثا دخانها فى الهواء، مرورا بشارع الترعة حتى شارع الدوار. تسمع صوته زاعقا بعبارة (حوش يا رب) عندما يهطل المطر بغزارة – فوق رأسه. تمشى الجاموسة على مهل وهو فوقها كى لا تتزحلق، يمشى وراءه العيال رافعين أذيال جلابيبهم مرددين (حوش يا رب). أنهره بأنه قد كبر على فعل ذلك، يخلع طاقيته السامقة فتلمع صلعته السمراء والتى غزت مساحة كبيرة من الرأس، يفتح فمه، تبرز أسنانه البيضاء المائلة للإصفرار، والغير مستوية، يضحك كولد أعجر، ملوحا بذراعه فى وجهى قائلا:
(إنك لن تستطيع معى صبراً)
(مين) عبد المهيمن الغفير؟ قالتها جارتك (أم البود) وهى جالسة وسط نسوان البلد.. فى (معزى) على حليمة الذى مات (ديك النهار). قالت: قعد يحوم حول العمدة (فواز) كى يتوسط له فى المركز ليعمل خفيراً مع جمال عبدالمتجلى وعيد ابن راوية، والآن يمشى فى البلد لافحا البندقية الماسورة على كتفه وكأنه (سبع البرمبه) وبدلا من قعدته هو وشلته على (كوم الردم) أصبح الآن يجلس أمام الدوار وحوله كل خفراء البلدة، غدا الناصح والسامع لمشاكلهم، يجلس أحيانا فى جلسات صلح وإقامة حدود، وبدلا من ركوب الجاموسة ومناداته (حوش يا رب) وقت هطول المطر – اشترى بغلة بيضاء يركبها فى كل مشاويره. اشتراها بعدما باع القراريط الثلاثه الملاصقة للدار. كى يلبس الجلباب الصوف (أبو قطان) و(البلغة) البيضاء المغربى، والشال الأبيض العريض الذى يلفه حول رأسه. باع القراريط الثلاثة ولطمت زكية غوايش، وهى جالسة فوق (كوم الردم) أمام الدار. قالت: (عامل فيها أبو زيت أبو بلغة مخرومة). مشت فى البلدة تحكى للنسوان عما فعله من قبل مع (حنا) تاجر البهائم، وعده أن يستنصر مقابل جاموسة وألف جنيه، وبعدما أعطاه الألف جنيه صرفها على آخر زوجاته. طرد حنا من الدار وجرى وراءه قائلا: يكفى أننى لم آخذ الجاموسة! هدده لو اقترب ناحية الدار فسوف يقتله، وبلا شك فإنه لا يحاسب عليه لأنه ساومه على تغيير ملته.
رغم صداقتنا منذ كنا عيالا... إلا أننى أسمع عن نوادرك الكثير من أهل البلدة وليست منك. عندما أضيق عليك الخناق تتكئ بذارعك و (تنجعص)، ترفع رأسك لأعلى فتظهر رقبتك الممصوصة، تبرز فيها تفاحة آدم كبيرة ومستديرة، وتتكلم بتأن وثقة وتقول:
(إنك لن تستطيع معى صبراً)
عبد المهيمن (قطيعة) قالتها أمك زكية العجوز، وهى تطوح بذراعها النحيل المحاط بغوايش بلاستيك من كل لون، تضرب بكفها على صدرها متعجبة من (عمايلك) الفاضحة، وسيرتك التى أصبحت على كل لسان. زكية التى تصادق كل أهل البلدة، تجلس على مصطبة كل دار بجلبابها الأسمر القديم، وتربيعتها المنقطة بالأبيض الباهت، تعصبها على جبهتها. تحكى عنك وسرعان ما تبكى، تسح وترتشف الهواء، تمسح دموعها (بكم) جلبابها، تبكى حتى تضيق عينيها، تربت عليها (أنيسة) جارتها أو (أم البود) التى لا تفارقهما، تبكى وسرعان ما تضحك، فيختلط الضحك المصحوب برعشة فى الصوت مع البكاء المصحوب بأنات وتأوهات وكلام عن آخر ما فعلت. قالت: قعد هو وجمال عبدالمتجلى وعبد المعبود ظهار وعيد بن راوية ليلة أمس على السطح. سمعته يتكلم عن العمدة (فواز) وأنه لابد أن يترك (العمودية) لغيره، وكفاه هو وأهله كل هذا الزمن، ألا يكفيهم الاستحواذ على مائتى فدان من (زمام البلدة) ألا يكفيهم التنطع والكبر على (المخاليق) ونحن صامتون. وربنا المعبود نحن لم نساو النسوان. فز جمال عبدالمتجلى واقفا والشرر يتطاير من عينيه، وقف بطوله الفارع ورأسه الكبير، أشاح بخيزرانته الرفيعة فى الهواء. (شخط فى عبد المهيمن) وقبض على طوق جلبابه وزعق: النسوان هن أنت يا عبد المهمين، دفعه وبصق عليه. نظر له وضحك: (أقعد يا حمار وبطل غشم). سمعتهم، زعقت بالصوت ولطمت على وجهى. خرجوا وجريت وراءهم. ابن من فى البلدة كى يفكر فى هذا؟ ألا يرى نسوانه الأربع وعياله؟! وانهمرت الدموع من عينيها السوداوين المحاطتين بهالة سمراء وتجاعيد كثيرة غزت صفحتى الوجه. فذبل الفم وسكت على تأوهات كثيرة لم تنته. همت واقفة متكئة على ركبتيها، وقبل أن تمشى ربتت صدر أنيسة طالبة العقد الأحمر البلاستيك المتدلى، كما تفعل دائما مع كل نسوان البلدة، رغم كثرة العقود التى تزين رقبتها والغوايش التى تحيط معصمها. قابلتك بعدها وسألتك بتعجب عما أشاعته أمك، نظرت لى بعينيك المستديرتين وانفرجت شفتاك الغليظتان وقلت بصوتك الرخيم،
(إنك لن تستطيع معى صبراً)
عبد المهمين شيخ الخفراء الجديد، قالها رجب عسلية وسط شلة الليل فى قعدتهم بجوار مضيفة (العوالمة) بمدخل البلدة، ملتفين حول (لبشة قصب وراكية ولعة) ارتشف وقال: عبد المهيمن أصبح الآن الملاصق للعمدة (فواز) خاصة بعدما عين (شيخ خفر) وأيضا لكثرة علاقاته مع أهل البلدة والناحية كلها (صيته مسمع) لا يفارقه، خاصة فى مشاوير الموالد، فبين يوم وليلة أصبح العمدة درويشا وأطلق لحيته. بل وعين عطوة الكلاف خادما لمقام سيدى على أبو خليفة فى مدخل البلدة، جلساته لا تخلو حاليا من مجاذيب الموالد، ولا تنقطع زياراته للأولياء، والدوار لا تخلو منه حضرات الذكر.
عبد المهيمن ينظم المشاوير واللقاءات مع الشيوخ ودعوة (الصييتة) باستمرار، لا أحد الآن يستطيع أن يخالفه، إذا أمر فى جلسة صلح بشئ – لابد من تنفيذه وإلا فالعاقبة لا يعلمها أحد. العمدة ترك له كل المصالح حتى الإشراف ومراعاة الأرض، تنقضى بأوامر من عبد المهيمن أو (شلته). كل غريب يدخل البلدة قبلته لقضاء حاجته دائما إليه، حتى ولو كانت من مأمور المركز (ذاته). قابلتك واقفا كالديك الرومى نافخا ريشك على الجسر فى حوض (البجاء) تصدر تعاليمك للأنفار، وقبل أن أنطق بكلمة نظرت لى متفحصا، فبان وجهك ممصوصا وشاحبا فى عز (نقرة القيالة) ورفعت رأسك للسماء وأملت رقبتك واضعا كف يدك على جبهتك كى تحمى عينيك من أشعة الشمس لترانى جيدا، قلتها متقطعة بصوتك الأجش العريض:
(إنك لن تستطيع معى صبراً)
ضحكات وصيحات، وبعدها قالوا فى (نفس واحد) يعيش عبد المهيمن ورجاله، أكد على ذلك الشيخ (على عوف) شيخ الزاوية قال: ظل ملاصقا للعمدة حتى علم كل خباياه، كلامه قبل كلام (فواز) يهابه الخفر ويوقرونه، أصبحوا جميعا حوله، بل زادت قوته بهم.
يقولون: أنه وجمال عبدالمتجلى وعبد المعبود ظهار، هددوا العمدة كى يترك العمودية بهدوء. هاج عليهم ورفع عليهم السلاح، استنجد بمأمور المركز ولم يقف بجانبه، عاد من المركز يسب الخفر، رد عليه أحدهم (كفاية عليك الموالد) الأكثر من ذلك شراء عبد المهيمن لنصف أرض فواز، من أين لا نعلم؟ ومتى حدث ذلك – لا نعرف؟. تنازل فواز عن العمودية رغما عنه، ولم تقدر عائلته على الوقوف فى وجه التيار. يقفون ضد من؟ شيخ الخفراء القادر وشلته؟ أم الخفراء جميعا ومأمور المركز بعساكره وسلاحه؟ وأهل البلدة؟ أصبح العمدة مؤخرا فى (دنيا ثانية) بلفه ودورانه على الحضرات والأضرحة، حتى أنه قد أطلق على نفسه (الخليفة)! بعدما أخذ العهد على يد أحد مشايخ الطرق. أول أمس نادى عبد المهيمن فى ميكرفون الجامع الكبير. أن العمدة فواز أصبح (مش عمدة للبلد) بل العمدة الآن جمال عبد المتجلى. لماذا لا تجلس أنت مكانه؟ أنت الأجدر بها، لا أعلم ما هذا الذى يحدث، حيرتنى أفعالك. أمشى فى البلدة متفاخرا بأننى صديقك الحميم، ولا تعترض.. بل تصغى كثيرا لأقوالى، وتعدنى دائما بأنك ستعرفنى بعد ذلك، لماذا تفعل كل هذا. أنهرك وأسبك – تضحك - وهذا ما يجعلنى أصبر على ما تفعل، أما ما حدث هذه المرة فقد جعلنى أضرب رأسى فى جذع شجرة السنط العتيقة أمام دارنا. كان جالسا على الكنبة فى غرفة التليفون، واضعا سيجارة (مكن) مفتخرة بجانب شفتيه، يمتصها بشراسة، فبانت وجنتاه مطبقتين، وعظام فكيه بارزين، امتصها ونفخ فى وجهى وقال وهو يسعل:
(إنك لن تستطيع معى صبراً)
عبد المهيمن وأين كان عبد المهيمن. قالها سعدون الدقاق وهو واقف على قادوس وابور الطحين، ونسوان البلدة يمصمصن شفاههن، ويضربن بكفوفهن على حائط القادوس الصاج كى ينهمر الدقيق الناعم.
البلدة كلها تتكلم عما حدث، ولا أحد يصدق أن يسطو عليها عصابة (السهن). جردوا (الخفر) من بنادقهم، رغم أن عددهم يسد عين الشمس. أين كانوا؟ الخيبة الثقيلة أنهم لم يخرجوا من الزمام حتى الآن، بل دقوا أوتاد خيامهم فى أرض فواز وأرض عبد المهيمن، رافعين أسلحتهم ليلا ونهارا. أكثر من مائتى رجل يحملون بنادق آلية لا يحملها الخفراء، ولا العمدة (ذاته) ومزودين بعربات مسروقة من الجيش، ذات عجلات عريضة. هجموا على البلدة ليلا وكسروا الأبواب، سحبوا البهائم وحملوا ما يقدرون على حمله، تحوطهم الطلقات من كل صوب، أخذوا الكثير رغم "صوات" النسوان الذى شق سكون الليل، هرب الخفراء وتواروا خوفا من المواجهة (شلة حرامية) دليلهم رجال من البلدة، يعرفون خباياها. لا يهجمون على قرية إلا بعدما يعلمون عنها كل (شاردة وواردة) ينهبون الغيطان، قالوا: الأرض التى ملك عبد المهيمن، هى فى الأصل – أرضهم – وذلك قبل أن يمتلكها العمدة فواز القديم، وهم ليسوا عصابة كما يفهم الناس، بل هم من أهل البلدة، والكل يعلم ذلك. قالوا ذلك ببجاحة على الملاء. رعاة أبقار وأغنام وحمير، ينتقلون من قرية لأخرى بنسائهم وأولادهم، يفردون خيامهم فى الخلاء، لا أحد يقدر على الدخول فى (زواريقهم) يتوارون بأفعالهم فى الرعى والتجوال.
من بعدها لا أحد يرى جمال عبد المتجلى، الزاعق دائما والذى جعلنا ننام على أكوام (السباخ) فى عز القيالة، تاركين بهائمنا دون حراسة، مطمئنين أن فى بلدنا رجالا أقوياء كجمال عبد المتجلى وعبد المهيمن وعبد المعبود ظهار. بحثت عنك فى كل مكان حتى علمت من أمك زكية غوايش أنك قابع فى دارك الجديدة غالقٌ عليك غرفتك، رأيتنى يا عبد المهيمن ولم ترفع رأسك من فوق (فرشتك). ناديتك فلم ترد، نظرت لى بعينيك الحمراوين، وشحوب وجهك الأسمر وقلت بتعثر والعرق يتصبب من جبهتك.
(إنك لن تستطيع معى صبراً)
عبد المهيمن هو الذى ثأر لنا، بعدما خربها جمال عبد المتجلى ومات محسوراً من كلام الناس وحواديت النسوان طارد عصابة السهن هو وبقية الخفر وعساكر المركز. عبد المهيمن رجل وبطل حتى ولو كانت أمه زكية غوايش، وركوب الجاموسة مازلنا نتذكره، نحبه وأحبه شيوخ الجوامع. هذا ما يقوله الناس. أما الذى جعلنى أخلع (هدومى) وأقعد "بلبوص" فى طشت ماء دافئ هو نوبة إسهال مفاجئ أو تفكير ذهب بعقلى لأبقى مخبولا كمجاذيب (سيدى على أبو خليفة) وذلك من عمايلك والتى ازدادت غرابة، فبعدما طاردت الحرامية، الرابضين الآن فى الجبل. أراك مع الولد (هنداوى السهن) (وسرور النمس) فى غرفة التليفون، والبلد (بتضرب تقلب) ما الذى أتى بكبير الحرامية هنا، عرفت أنك ذهبت إليهم. أترى ما تفعله يا عبد المهيمن يشبه الغطس؟ أم يشبه ركوب الجاموسة التى لا يركبها أحد؟ سألتك ولم ترد، تركتنى. وفى ليلة المولد النبوى كعادتك كل عام، دعوت الشيخ ياسين، ونصبت قعدتك احتفالا بذكرى تطفيش العصابة، والتى جهزها لك (الخفر) من مقطورة جرار حرث، فرشوها بالحصير ومساند الكنب والمخدات، كى تجلس وسط شلتك مجعوصا كعادتك، رافعا رٍأسك كطاووس كبير. تجلس مواجها لمسرح (الصييت) وحولك الخفر من كل جانب ببنادقهم الخرطوش أم روحين والآلى، مستعرضا قوتك وهيبتك وسط عساكر كثيرين من المركز، أرسلهم المأمور للحراسة، كقوة إضافية. تجلس وتصدر أوامرك. دعوتنى كعادتك كى أجلس بجوارك، والطلقات تندفع من فوهات البنادق من حولك - كلما ترفع نقودك فى الهواء- (لتنقط) الشيخ، حول فرح من الناس بما تفعله، فأنت كبيرهم بلا شك. فى هذه الليلة الكبيرة كانت المراجيح تعلو صناديقها حتى تتشقلب فى الهواء، راسمة دائرة من أصوات وتهليلات، وأضواء تلمع وتخفت، وأهل البلدة أصبحوا بقدرة قادر قناصة نيشان على عربات البمب المنتشرة فى شارع الدوار، والتحيات والسلامات التى تحلف باسمك كل دقيقة. رجال ونساء وعيال يمشون فى جماعات، وقعدات حول راكيات نار على الصفين، وخفراء يطلقون النار من كل صوب. وفجأة وبقدرة قادر وقف أمام المقطورة ثلاثة رجال ملثمون، لا أعرفهم. يرفعون بنادقهم فى وجوهنا، وقبل أن أهم بالقفز – انهالت علينا الطلقات من كل صوب. لكنها يا عبد المهيمن لم تخطئ هدفها، والذى كان بلاشك صدرك ورقبتك التى تبرز فيها تفاحة آدم، فعلوها وجروا. صرخت واحتضنتك؛ سالت دماؤك، تمددت فاتحا ذراعيك، ارتميت على صدرك أبكى وأصرخ مذهولا، قلت لك: عبد المهيمن. نظرت لى وعيناك تقاوم الأفول، نطقت متعثرا: (إنـ.. ك.. لن.. تست.. طيع معى.. صب..را)

محمد عكاشة
مصر


- القصة الفائزة بجائزة نادي القصة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى