(أنصيتوا) للسياسة!!!

قد نتّفهمُ كل الحروب السياسية وبسطِ النفوذ، من الصراع الدبلوماسيِّ والإقتصاديِّ، وتوظيفِ الأبواق الإعلامية وما إلى ذلك، وصولاً حتى للمواجهة العسكرية.. لكن أن يتّم تجيِّيشُ منابر الجمعة لأغراضٍ سياسيةٍ خارجيةٍ، ومهاجمة مواقفِ بلدٍ آخر وتشويه صورته أمام جموع المصلين وهم يُنصتون!؛ فهذا والله يدعو للأسف والأسى على زمنٍ فقد فيه المِنبر حُرمته، وتم الزّج به قسرًا في مستنقع السياسة، لينال منه الوحل وينتّن. بلدٌ جارٌ تجاوز كل ما هو مباحٌ ومتعارفٌ عليه من الأسلحة القديمة والجديدة في صراعه السياسي المزمن مع المغرب، لتّتفتّق في قريحة وُلاته آخر الصيحات، بعد قسم دماء الزاكيات، ولم نكن نصدق والله تلك الشائعات، ورأيناها بحسن الظّن مُغرضات، حتى خُيّب الظّنِ وضاعت الكلمات: خُطباء الجمعة، أجمعوا أمرهم ووحدوا خُطبهم وحصروها في مهمةٍ واحدةٍ؛ إتمام ما بدأته وسائل الإعلام في مُعاداة المغرب والمغاربة، وعلى مسامع المصلين، يقصون عن شعب الصحراء الغربية المزعوم، وعن احتلالٍ مغربيٍ غاشمٍ مُغتصبٍ مصحوبٌ بالرومانسية السياسية، كل ذلكم عار على منبر خطب الجمعة، وحتى قرارات سياديةٍ مغربيةٍ عرجوا عليها أمام الخاشعين، وإن كانت لا ناقة لهم فيها ولا جمل، إلا تماشيًا مع أصحاب القبعات والنياشين، أولئك الذين توقف بهم الزمن عند أيام (كاسترو)، وهم من نجحوا في زراعة أهوائهم وأوهامهم وعللِّهم في نفوس أجيال تلو الأجيال.. فكاد المنبر يبكِ من هول ما يُدعى أعلاه، وقد كان نقيضًا مُتعارضًا عن الدين الإسلامي الذي أتى به خير المرسلين، واخماد نار الفتنة، وعن إخوة الإسلام، وبالتي هي أحسن.. بل خرجت لنا مسرحيةٌ رديئةُ التأليف في قلب صلاة الجمعة، عنوانها الواحد: "وزارة الجيش والأوقاف تخاطبكم". أتساءلُ منذ متى يا ناس، يحدث أن يجعل خطيبَ جمعةٍ من قراراتٍ سياديةٍ لدول أخرى، موضوع خُطبته؟.. هل هو إسلامٌ جديدٌ لم يُقبِّل علينا بعدُ؟. اللّهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.. اللّهم لا تُسلِّط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا.


محمد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى