صلاح فائق - قصيدة الى مبارك وساط

انا عند ضفةِ بحيرة , طيورٌ قليلة ترفرفُ هنا , جديدة بالنسبة لي . طائرٌ برأسين , ثقيلٌ طيرانه ُو يبدو منهكاً . سياحٌ يلتقطون صوراً لي ولغيري , كأننا ظاهرة غريبة , تستحقُ الاهتمام ، مهملينَ هذه الطيور العجيبة وثمة نسيمٌ يذهبُ ويعودُ , ربما كان ضائعاً . جئتُ الى هنا لتعبي من قراءة الصحف ومتابعة التلفزيون ونفدَ صبري مع مثنوي جلال الدين . بين فترة واخرى , اتركُ كل شيء ، اتمتعُ وانسى مشاغل الايام

*
في هذا المكان وفي امسية صيفية هادئة وحدي , مع كلبٍ و صديقة.
انه موسم الامطار , مع قراءة لف ليلة وليلة قضيتُ سنوات هنا . .حين اضجرُ , كما حالي بين فترة واخرى ، ارتدي قميصاً رثاً وأتسكعُ في ضاحية مدينة ، متفادياً لاجئينَ من بلدي القديم وهم يثرثرونَ في حديقة .
في الليل , احياناً , يزورني موتى من مقبرةٍ قريبة : كانوا اصدقائي . اشفقُ عليهم , فهم بلا كتبِ او سينما و حتى بلا راديو : اسردُ عليهم اكاذيبي عن مجراتٍ والحظهم مسرورين
*
بعدهم ، اختلقُ قصصاً لنفسي منها واحدة الليلة عن جيادٍ يتطاير الزبد من اشداقهم حين يصلون الى بابي . اعرفهم جاءوا في هذا الوقت المتأخر ليقدموا شكاواهم . انني سكران , لا اريدُ فتح بابي لهم . اصرخ باني ساراهم في المرة المقبلة ، وحينها ساتمّم هذه القصة .
أعلى